تشديد الرقابة التموينية على صالات «السورية للتجارة» أربكها وزاد نفقاتها..
تشرين – محمد فرحة:
لم أجد عبارة أبدأ بها موضوعي هذا سوى ما قاله لي سائق سيارة لـ”السورية للتجارة” وحمال كانا يفرّغان صالة من صالات السورية للتجارة في محافظة حماة من البرغل وتحميلها لإعادتها للمستودعات، لغربلتها أو تنقيتها بذريعة وجود حشرة “سونة” في إحدى العبوات.
حيث ذكر أن مراقباً تموينياً شاهد حشرة سونة في إحدى العبوات، فنظم ضبطاً وأوعز بضرورة غربلة كل الكميات الموجودة، ليس في هذه الصالة فحسب، وإنما في مختلف الصالات.
وزادا على ذلك بأن هذا الإجراء مكلف ومتعب كثيراً، فبالأمس كنا قد وضعنا هذه الكمية لطرحها للبيع للمستهلك ولاسيما أنها من النوعية الجيدة وتلقى إقبالاً لدى المستهلك، زد على ذلك سعرها الرخيص، هي “سونة” واحدة في عبوة واحدة انتهى كلام موظف صالة السورية للتجارة في حماة.
أولاً فيما يتعلق بعمل (السورية) وما تطرحه من مواد غذائية وغير ذلك لا إشكال في ذلك، بيد أن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في لقائه مديري حماية المستهلك طالب وشدد على مراقبة عمل السورية للتجارة، وخاصة على المواد الغذائية وصحتها وجودتها، ومقاربة أسعارها مع أسعار السوق، فهذه الخطوة تستحق التقدير.
ولذلك نتفق مع ما قام به عناصر الرقابة التموينية من حيث المبدأ لجهة تفقدهم المواد المطروحة للبيع في صالات (السورية للتجارة)، لكن فيما لو كان الموضوع أكثر من وجود سونة واحدة في عبوة برغل تزن كيلو غراماً واحداً.
“تشرين” اتصلت مع مدير فرع السورية للتجارة بحماة السموءل مخلوف للاستفسار عن المزيد من التفاصيل فأوضح قائلاً: لا نعرف سبباً للحملة التموينية على صالات ومنافذ بيع (السورية) هذه الأيام، أما حول سؤالكم لماذا نقوم باسترجاع مادة البرغل من الصالات لمستودعاتنا، فالسبب يعود إلى وجود سونة في عبوة برغل من جراء التخزين، كما يحدث في كل بيت عند تخزين مثل هذه المواد، رغم أن المادة من النوعية الجيدة ومطلوبة من قبل المستهلك.
وفي معرض جوابه عن سؤال: ألا يعني سحب هذه المواد من الصالات، رغم إنها معقمة جيداً، إرباكاً وزيادة تكلفة، من جراء غربلتها وتغليفها وهو أمر ليس بالهين والسهل؟
فيجيب مدير فرع السورية للتجارة بحماة: نعم متعب ومربك، ومع ذلك نقوم بسحب المادة لغربلتها مجدداً، ومن ثم تعبئتها وتغليفها في عبوات شفافة كما الأرز وغير ذلك، مع العلم أنها معقمة.
الخلاصة: التأكد من سلامة وحسن المادة الموجودة في صالات (السورية للتجارة) هو مطلب كل المستهلكين، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمواد الغذائية، أما أن تكون كل القضية برمتها حول مادة البرغل دون سواها، فالقضية تحمل العديد من التأويلات، وبين هذا وذاك فتشوا عن الأسباب المخفية.