الموظف.. والذكاء الاصطناعي!!
إذا ما أتيحت الفرصة للمؤسسات العامة أو الخاصة لتوظيف عاملين بدرجة الذكاء الاصطناعي..ترى هل ستحل معضلة الوظيفة العامة..؟
إذا كان الموظف روبورتاً آلياً قد تنحلُّ لأن الميزانيات تتضمن صيانة للآلات، أما إذا كان الموظف بشرياً فالأمور أكثر تعقيداً والنتائج غير مضمونة لأنه لا توجد في الميزانيات بنود تتضمن صيانة الظروف الإنسانية لهذا الموظف!!
نتساءل: ماذا تفعل الإدارات الحكومية عندما يخطئ عامل أو موظف خطأ يؤدي الى مشكلة في العمل؟! تعاقبه أم توجه له إنذاراً أو تفصله من عمله ! والسؤال: ما احتمال أن تسأل الإدارة عن الظروف التي أدت إلى ارتكابه هذا الخطأ وتحاول مساعدته؟
وعندما يتجاوز عدد الموظفين بالدولة الخمسة ملايين موظف تصبح معايير التحفيز والمتابعة شرطاً من شروط نجاح المؤسسات، ونعتقد أن شعور الموظفين أنهم جزء لا يتجزأ من إداراتهم ومؤسساتهم وأن نجاحها نجاح لهم وفشلها فشل لهم هو التحفيز المطلوب الذي يجب أن يؤخذ على محمل الجد ، فإذا استطاعت الحكومة أن توصل لمن يتبوأ الكراسي والمناصب هذه المفاهيم ليتعاملوا بها مع العاملين معهم نكون قد وضعنا يدنا على أكبر حافز لهم، فهم لا يعملون لصالح أشخاص بل هم يعملون لصالح الدولة والمؤسسة ككل، والمديرون أفراد فيها.
سؤال بين السطور: أيهما أفضل إصلاحاً وصيانة “المصعد” أم متابعة أمور العاملين وتشجيعهم ؟!
إن موضوع الكوادر البشرية يحمل الكثير من الشجون ولاسيما نظرتنا المتخلفة في معظم الإدارات إلى العاملين ولا يمكن أن نفهم كيف تهتم المؤسسات بتخصيص موازنة ومساحة لصيانة الآلات وإصلاحها قبل وعندما تتوقف عن العمل بينما تعرض عن العاملين وتدير ظهرها لهم وتجردهم من إنسانيتهم وأنهم مجموعة من الأحاسيس والمشاعر! و الحقيقة أن العلاقة كبيرة بين العمل والمشاعر التي يشعر بها العامل تجاه مؤسسته ولا نبالغ إذا ما قلنا إنّ سوء العمل أو حسنه يرتبطان بمشاعر العاملين نحو ذلك العمل.
وقليلة هي المبادرات الإدارية التي تعنى بتكريم الكوادر البشرية في مؤسساتنا وهذه اللفتات الأخلاقية الفردية تؤدي إلى تشجيع العاملين وتحفيزهم على إعطاء أفضل ما عندهم ولكن المطلوب تعليمات حكومية واضحة بهذا الشأن وعندما تطالب الحكومة بربط الحوافز بالإنتاج والمبادرة والإبداع فإننا نتمنى أن يكون هذا الربط مراعياً الربط مع متابعة أحوال العامل وظروفه لآن استقراره بالحدود الدنيا من استقرار مؤسسته وتطويره ضمن مسار تطويرها ولا يشترط المتابعة المادية لأننا نعلم ظروف الخزينة في الوقت الراهن لكن كلمة “شكراً ” والاحترام الذي نبديه لجهود العاملين يعني لهم الكثير.