“آن والجملونات الخضراء” لمن يرغب برواية رائعة

تشرين- حلا خير بك:
عصر السرعة والتكنولوجيا والاتصال كله، لم يغنِ عن الأدب.. والقصة الجيدة هي الثقافة، وهي المرجع والأساس لأي عمل فني، أو اجتماعي أو تربوي، ولقد كان يتم تهيئة الأميرات والملكات بقراءة الأدب كي يكتسبن المعرفة، والأدب نقل للخبرات، وهو عبور للتجربة وترجمة للحياة من خلال إنسان حقيقي، إنسان مثالي، إنسان يسمع و يبصر بطريقةٍ مختلفة، أكثر رفعةً ورقياً من الشخص العادي..
لأديب ينير القلوب المظلمة، والطرقات مجهولة النهايات.. وللأسف اكتشفنا مؤخراً، أن هناك ليست طبقة وإنما مجموعة من محبي ادعاء الثقافة، يحتكرون هذا المجال و يشوشون عليه، وأن هناك جمهوراً كبيراً يحب القراءة، ولكنه لا يوفق باختيار الكتاب والرواية الجيدة، لأنها غير دارجة هذه الأيام.. إن الأديب الحقيقي لا يتكرر، وفي كل مئة عام لا يتواجد أكثر من كاتب أو اثنين حقيقيين، أما الباقي فهم يتعاطونه ويتاجرون به وينقلون عنه ويقلدونه، لذلك وجدنا أن من واجبنا طرح ما قرأنا ووجدناه جيداً يعرف من يريد القراءة ماذا يقرأ….

رواية تقرأ
والرواية التي نقدمها اليوم هي “آن والجملونات الخضراء” للكاتبة لوسي مود مونتغمري، وهي روائية كندية، و”الجملون” هو القرميد أو سطح البيت المائل المغطى بالقرميد، ولن نتحدث عن القصة وإنما عما يميزها كرواية عالمية عن غيرها في جانبين، الجانب الأول حضور الطبيعة الريفية الكندية الساحرة بكلّ تفاصيلها وأشجارها ونباتاتها، و الإغراق في التفاصيل، وهي ما يميز الكتابة النسائية على ما يبدو، الموضوع الذي سنناقشه فيما بعد. والجانب الثاني يكمن في حضور الحوار الطويل الذي يغطي القصة فلسفياً من جانب طفلة، فإذا الرواية تطرح كلّ شيءٍ من وجهة نظر طفلة، ومن رؤية بسيطة وملائكية ومبدعة ومختلفة ومتفائلة..

صدى عالمي
أما ما جاء كتقييم على غلاف الرواية، أنها أكبر عمل في الأدب الإنكليزي الكندي، بيع منها 60 مليون نسخة، وترجمت إلى عشرات اللغات، وحولت مرات عديدة إلى فيلم سنمائي ومسلسل تلفزيوني، ومسرحيات شاهدها الملايين من الناس، وأصدر البريد الكندي عام 2008 طابعين بريديين تكريما لـ”آن والجملونات الخضراء”، وهي واحدة من أهم مئة رواية عالمية، وقد حول منزل “الجملونات الخضراء” إلى متحف عام 1990، وتم الحفاظ عليه كما جاء وصفه في الرواية، وتحول في العام 2004 إلى موقع تاريخي وطني، وأدرجت ضمن منهاج المدارس الثانوية في اليابان وعدة دول أخرى..

الأكثر فتنة
وقد لخص الروائي الأميركي “مارك توين” بأن “آن” بطلة القصة هي الأكثر فتنة والأعز على قلوب قرائها، وكانت قيادة الجيش البولونية في الحرب العالمية الثانية، تقدم نسخة للجنود لرفع معنوياتهم، وإحياء الأمل في نفوسهم، نشرت للمرة الأولى عام 1908، وقد صدر منها عشر طبعات في سنتها الأولى.
“آن والجملونات الخضراء” رواية مؤثرة، وشفافة ، ومشرقة، وحيوية، وقد أبكتني الرواية في عدة مواقف، وأقدمها لمن يريد القراءة أو الاستعارة، ومن الكتب المتوفرة والرائعة والتي سنكتب عنها لاحقاً، “مدام بوفاري”، ” قصة موت معلن” ، “آنا كارينيا”، “خبر اختطاف”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
في ملتقى البعث للحوار.. نحن على مفترق طرق وثقتنا بالنصر كبيرة.. سورية جزء ‏من المقاومة ‏ عقارات حي الطليعة في طرطوس انقلبت نقمة على أصحابها.. ضياع حقوق وقيم تخمينية ظالمة لاستملاك سكان الحي عقاراتهم مجلس مدينة طرطوس: نتمنى أن يؤخذ بالاعتراض لإنصاف المالكين وتصحيح القيم التخمينية ‏ وفاة حالتين من أصل ٢١ حالة مصابة بالليشمانيا الحشوية في درعا.. وخطة لمنع انتشار الداء تقلبات حادة بأسعار النفط والأسواق تراقب الشرق الأوسط وطلب الصين الجلالي يترأس اجتماعاً للجنة الخدمات والبنى التحتية.. تقديم تسهيلات لمشاريع ترميم المباني المتضررة من الزلزال في المدن القديمة والأسواق ‏التراثية الميدان يترقب أسبوعين حاسمين قبل 5 تشرين الثاني المقبل.. مسارات ثلاثة تحكم المشهد ‏الإقليمي ونقطة الفصل ستضعها الانتخابات الأميركية.. الكيان يسير إلى فشل مدوٍّ استشهاد رئيس بلدية النبطية وعدد من موظفي البلدية جراء غارات شنها طيران العدو ‏الإسرائيلي على ‏المدينة من إعلام العدو.. محللون إسرائيليون: حزب الله تعافى بسرعة والحديث عن تدمير ‏قدراته العسكرية ليس دقيقاً الطريقة الخاطئة لقياس ضغط الدم تهدد ملايين البالغين بين الحقيقة والزّيف.. الحرب مستمرة