التوهج المشعّ لشوارع القامشلي بالطاقة البديلة ينطلق

تشرين – خليل اقطيني:
بدأ مجلس مدينة القامشلي في محافظة الحسكة بتنفيذ مشروع جديد لإنارة شوارع المدينة بالطاقة البديلة.
وذكر رئيس مجلس المدينة سهيل رهاوي أنّ هذا المشروع يأتي استكمالاً لإنارة شوارع مدينة القامشلي بالطاقة البديلة، وينفذ بدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين UNHCR)) بإشراف اللجنة الفرعية للإغاثة في المحافظة، و على مرحلتين، المرحلة الأولى تتضمن تركيب 900 جهاز إنارة بالطاقة الشمسية في عدد من الشوارع الرئيسة والحيوية للمدينة، على أن يستكمل المشروع في المرحلة الثانية بتركيب 600 جهاز إنارة في وقت لاحق.
مبيناً أن هذا المشروع هو حصيلة الجهود والدراسات الفنية التي نفذها مجلس مدينة القامشلي، حرصاً منه على استمرار تقديم الخدمات البلدية الأساسية لسكان المدينة، ومعالجة المشكلات التي يعانون منها وإيجاد الحلول البديلة لها، وعلى رأسها مشكلة غياب الإنارة عن شوارع المدينة، التي كانت من أولويات المجلس، حيث أفضت الجهود والدراسات الفنية التي أجرتها كوادره إلى أن الحل الأفضل والأرخص لهذه المشكلة يتمثل باستخدام الطاقة البديلة، المتمثلة بالطاقة الشمسية المتاحة والمتوافرة بشكل جيد في مدينة القامشلي على مدار العام، وخلال فترة طويلة من اليوم.
وأوضح رهاوي أن الكوادر الفنية في المجلس نفذت في وقت سابق مشروعاً صغيراً لاستخدام أجهزة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، كتجربة عملية للدراسات الفنية التي تم إجراؤها في هذا المجال، وتضمن المشروع تركيب 32 جهاز إنارة في مسافة 1 كم. وتبين أنه يوفر حوالي 35 كيلو واط سنوياً من الكهرباء، أي ما يعادل 8.67 أطنان من الفيول، رغم قلة أجهزة الإنارة المستخدمة فيه. وكانت أجهزة الإنارة سهلة النقل والتركيب والطاقة المتجددة التي يتم تخزينها في بطارية الجهاز تجعلها جاهزة للاستخدام عند حلول الظلام لمدة 12 ساعة في اليوم. ما يؤدي إلى توفير كبير في الطاقة وانخفاض فواتير الكهرباء. كما تسهم مصابيح الشوارع باستخدام هذه الطاقة الأوتوماتيكية في خلق بيئة أكثر خضرة ونظافة من خلال تقليل انبعاثات الكربون، وتتمتع باحتياجات صيانة قليلة مقارنة بأنظمة الإضاءة التقليدية، ما يقلل من تكاليف التشغيل. وتعمل مستشعرات الحركة الموجودة في هذه الأضواء على تحسين السلامة من خلال إضاءة المناطق عند اكتشاف أي حركة، ما يمنع التهديدات أو الحوادث المحتملة.
وأكد رهاوي أن مجلس مدينة القامشلي وجد بناء على تلك النتائج الهامة أن إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية الأوتوماتيكية تمثل حلاً عملياً ومستداماً للإضاءة في الشوارع والساحات. ولاسيما أن ميزاتها الذكية وكفاءة الطاقة والفوائد البيئية تجعلها خياراً مثالياً للتخطيط الحضري الحديث. ومن خلال اعتماد هذه المصابيح، يمكننا المساهمة في مستقبل أكثر اخضراراً وإنشاء مساحات عامة أكثر أماناً وجيدة الإضاءة. وذلك لأن استخدام هذه المصابيح يتوافق مع المفاهيم الخضراء والصديقة للبيئة. فهي تساهم في الحد من الأضرار التي تلحق بالطبيعة، من خلال استخدام الطاقة الشمسية بدلاً من الوقود الأحفوري التقليدي. علاوة عن أنها توفر، وخاصة المتكاملة منها، عملية إعادة بناء سريعة في الشوارع والساحات، مع توفير تكاليف التركيب وبناء الشبكة والتكاليف التشغيلية. إذ إن التكلفة الإجمالية أقل مقارنة بإعادة البناء باستخدام الإضاءة التقليدية، الأمر الذي يلغي الحاجة إلى مصدر رئيسي للطاقة. ما يسهم في تعزيز استدامتها واستقرارها في المدينة. وهذا يعني أن هذه الأنظمة تجمع بين قوة الشمس وتقنية LED المتطورة لتوفير إضاءة جيدة للشوارع والساحات والممرات والأماكن العامة أثناء الليل، مع تقليل تكاليف الطاقة والتأثير البيئي بشكل كبير.
مشدداً على أنّ نظام إضاءة الشوارع بالطاقة الشمسية يوفر منارة أمل في الوقت الذي نتطلع فيه إلى المستقبل. ويجسد اعتماده كيف يمكن للحلول المبتكرة أن تقلل من تكاليف الطاقة، وتخفض التأثير البيئي، وتجلب الضوء حتى إلى أحلك أركان مجتمعاتنا.
وأشار رهاوي إلى أن تبني أنظمة إضاءة الشوارع بالطاقة البديلة لا يقتصر فقط على إنارة الشوارع، بل يتعلق الأمر بتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقاً وأكثر خضرة للجميع.
لافتاً إلى أن عالم إضاءة الشوارع بالطاقة البديلة هو عالم الابتكار والكفاءة والاستدامة. وذلك لأن هذا النظام يجسد تطور الإضاءة الخارجية، الأمر الذي يوفر حلاً بيئياً ومعقولاً اقتصادياً. وبينما نسير قدماً نحو مستقبل يقدر الطاقة المتجددة ويقلل من آثار الكربون، سيستمر التوهج المشع لشوارع مدينة القامشلي بأضواء الطاقة الشمسية، ما ينير الطريق نحو عالم أكثر إشراقاً واستدامة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار