من إعلام العدو.. محلل إسرائيلي: لا يوجد ضوء في الأفق.. “إسرائيل” تواصل طريقها نحو الدمار
تشرين – غسان محمد:
شخّص المحلل في صحيفة “معاريف” افرايم غانور، الحالة المرضية التي تعاني منها “إسرائيل” والمعضلة الصعبة التي تمر بها، قائلاً: إن الوصف الأفضل للحالة الإسرائيلية، هو أنها تعاني من مرض عضال ومزمن، ترافقه الحماقة والعنجهية، إلى جانب الاضطهاد، والإخفاقات العسكرية ذات العواقب الوخيمة. وأضاف إن العلاجات الدوائية، تشمل قائمة طويلة من لجان التحقيق المُخزنة، دون استنتاجات ونتائج حقيقية، أو تحولات سياسية وإصلاحات. أمّا مصادر الخطر، فهي القبلية، الفئوية، الكراهية الداخلية، الفوارق الاجتماعية والعنصرية.
وتابع المحلل غانور: إذا حاولنا تشخيص حالة “إسرائيل” من خلال منظور طبي، فهذا هو الشكل الذي ستبدو عليه بطاقة التشخيص الطبية، مشيراً إلى أنه من الممكن تلخيص وضع “إسرائيل” بأكمله منذ نشأتها ببضعة أسطر، ومن خلال ذلك تشخيص ورؤية كل عللها، خصوصاً أنها تتدهور كل بضع سنوات إلى نفس الهاوية، دون أن تتعلم من أخطاء الماضي.
ورأى المحلل غانور، أن حرب الأيام الستة، 1967، كانت نقطة التغيير الأهم، حيث ولدت بعد الحرب كل الإخفاقات والمتاعب والنزاعات والمشاكل، وبدأ الأمر ببناء خط بارليف على ضفاف قناة السويس، وما تلا ذلك من إخفاقات أدت إلى حرب “يوم الغفران”، التي كانت ثمرة للغطرسة والحماقة، ومع مرور الوقت، أدت المستوطنات وحروب لبنان واتفاقات أوسلو والانتفاضات الفلسطينية والانفصال عن غزة، إلى تفاقم الانقسامات والخصومات السياسية والثقافة الحاكمة. وفوق كل شيء، فإن حقيقة أن الإسرائيليين لم يتعلموا من الماضي، أدى إلى تفاقم التهديد.
واعتبر المحلل، أن وجود حكومات نتنياهو لأكثر من 15 عاماً، خلق “دولة” منقسمة من دون أفق سياسي ومن دون مفهوم عسكري. كما أن الواقع الاجتماعي المثير للقلق، إلى جانب الفساد المتزايد، خلق حالة مضطربة، مع رئيس وزراء جشع متهم بارتكاب جرائم، يركز على بقائه، وجيش مصاب بنفس مرض الغطرسة المزمن، وبحالة عمى على مستوى المفهوم، لدرجة أنه نسي إخفاق “يوم الغفران” ولم يتعلم، أن من لا يتعلم من ماضيه ليس له مستقبل، وهذا بالضبط ما أوصلنا إلى كارثة السابع من تشرين الأول الماضي، التي لا يمكن غفرانها ولا التكفير عنها، ولا تزال تحوم فوق رؤوسنا كالسحابة السوداء.