دراما ورقص في “غرفة تحت الصفر” في مسرح الحمرا
دمشق – ميسون شباني:
بعد عدة سنوات على العرض المسرحي “غرفة تحت الصفر”، يُعيد الكاتب والمخرج المسرحي سعيد الحناوي تقديمه مرةً أخرى يوم الأربعاء القادم على خشبة مسرح الحمرا بدمشق، حيث قُدم العرض ضمن فعاليات مهرجان دمشق الثقافي عام 2019، وهو مستوحى من رواية “العنبر رقم 6″ للكاتب الروسي أنطون تشيخوف، ويحكي عن مجموعة من المرضى دخلوا إلى المصحة النفسية من أجل العلاج على أساس أنهم مجانين، إذ يفرز لهم طبيب يكتشف أنهم هم العقلاء، أكثر ممن هم خارج المصحة.
وفي تصريح خاص لـ”تشرين” قال المخرج سعيد الحناوي: اقتبسنا الفكرة من الأدب العالمي، ومن رواية تشيخوف “العنبر رقم 6” على وجه التحديد، وحاولنا التلاعب بالتفاصيل من خلال الدمج بين الدراما والرقص، حيث ارتأينا توليف الدراما مع الرقص لكي يتبنى كل واحد من الراقصين شخصية درامية، وهذا الأمر صعب لأنه من الممكن أن نشاهد ممثلاً يرقص، ولكن من الصعب أن يصبح الراقص ممثلاً.. ويضيف الحناوي: إن العرض يحكي عن الإنسان، والبحث عن الذات، ويدخل إلى صلب الألم والأوجاع لدى بعض الشخصيات، وقهر الحياة التي يتعرض لها البشر، ويتعمق العرض في ضغوطات الحياة بأسلوبٍ درامي حركي معتمدين فيه على الرقص الذي تمَ استخدامه كأداة للتعبير عن معاناة الإنسان الذي يعاني من أوضاع صعبة على الصعيد الاقتصادي والعاطفي والاجتماعي، واعتمدتُ على الدمج بين المعاصر والموروث بتوليفة بين الدراما السردية والرقص.. كما يعتمد العرض في تفاصيله على الرقص التعبيري مترافقاً بالسرد الصوتي والمونولوج الداخلي، إضافة إلى اللوحات الجماعية المتناغمة مع السينوغرافيا، واستخدم لون الإضاءة الصفراء التي رافقت العرض ووجهت نحو الجمهور كنوع من الإسقاط على الأمراض المجتمعية.
يُشار إلى أن العرض المقتبس عن رواية “العنبررقم 6” للكاتب الروسي أنطون تشيخوف؛ كان قد قُدم بعدة عروض مسرحية سابقة منها: “العنبر رقم 6″ لغسان جباعي، و”صمت الكلام” لفرقة نادي المسرح، وهذه القصة قدمها أيضاً المخرج جواد الأسدي في دمشق عام 1994 بعرض مسرحي بعنوان «تقاسيم على العنبر 6»، وفيها الكثير عن أجواء تشيخوف، إلا أنه يشحن النص القصصي بشخصيات درامية جديدة، وهو ينطلق من قراءة تشيخوف نفسه للواقع، مع استثناء أنه يعطي لهذه القراءة أبعاداً أكثر سوداوية ومعاصرة.. حيث قرأ الأسدي حينها نص تشيخوف بوصفه حكاية عن الهزائم والانكسارات، مستعيراً فضاء المصح وعالمه الداخلي، كما أن تشيخوف ليس غريباً عن خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية في سورية.