في “خلص الشحن”.. مشهدية تحمل الكثير من المقولات المركبة
تشرين- ميسون شباني:
مفارقات اجتماعية ممزوجة بالكثير من الألم والمعاناة لم تخلُ من اللمسة الكوميدية المضحكة تارة والمبكية تارة أخرى.. بنية فنية سينمائية حرص فيها المخرج السينمائي يزن أنزور على إظهار تفاصيلها بلغة بديعة من خلال فيلم روائي قصير حمل عنوان “خلص الشحن”.. الفيلم الذي عرض منذ أيام ضمن افتتاح مشروع “نوافذ” للإنتاج السينمائي في دار الأسد للثقافة والفنون، ويحكي قصة زفاف شاب اسمه (كفاح) من فتاة تدعى (أمل)، ونرى ما يعانيه الشابان من صعوبات وعقبات كي يصلوا إلى برِّ الأمان، على الرغم من أن تلك المناسبة، يجب أن تكون محفوفة بالفرح والسعادة، لكن هذه المشهدية المعقدة والمركبة هنا، تقدم الكثير من المقولات الاجتماعية والواقعية وهو من إنتاج (أكاديمية شيراز للفنون).
قوة الإنسان السوري
حول الفيلم ومضمون ما يقدمه يقول المخرج أنزور الفيلم: يهدف إلى أن يكون رسالة للجيل القادم، تحكي الواقع الحالي وصمود الشعب السوري رغم كل هذه الصعوبات.. وهو فيلم روائي قصير يحكي قصة ليلة عرس كفاح الشاب سائق التكسي من الفتاة أمل، ويسلط الضوء على الصعوبات التي يواجهها الشباب ضمن ظروف البلد الحالية، وهي تعكس مجريات حياة السوريين، وكيفية تعرُّضهم لأزمة كبيرة لكنهم في النهاية يجدون الحلول لكلِّ ما يعترضهم من نوائب الزمن، ويمكن أن يتلقوها بضحكة وعفوية يتغلبون عليها من خلال حضارة صمدت آلاف السنين، وأشار أنزور إلى أن هناك تصوّرًا سابقًا للنص وتطبيق الخيال لواقع ورقي عبر (الستوريبورد)، ثم التعامل مع مواقع التصوير المناسبة عبر الاستطلاع حيث قمنا بعمل تجارب أداء للممثلين وتدريبهم على الدور لإيصال وجهة نظري بشكل كامل لهم.
المخرج يزن أنزور: نتمنى أن تعود السينما التجارية والمنتجين للإيمان بالسينما
أفكار عميقة واقعية
ويتحدث المخرج أنزور عن المرحلة التي مرّ بها النص حتى تنفيذه بصرياً والتعديلات التي تمت بأن على الفنان أن يحكي ألم المجتمع ويسلط الضوء على مشاكله، ويضيف بأن فكرة الفيلم تبلورت لديه على شكل أفكار وقرر التعاون مع المحامي الكاتب نور الدين النجار لتنفيذها وبعد تعب وإعادة الكتابة عدة مرات وصلنا الى النص المطروح، وأكد أنزور عبر أحداث الفيلم على الحوارات أن تكون حقيقية وتحمل أفكاراً عميقة بطابع لطيف محبب للجمهور ويلامس واقعه .
نحتاج طرحاً جديداً
ويستكمل أنزور بعض ما قدمته من أفلام سينمائية يرتكز على فكرة إنسانية اجتماعية.. يقول: أحاول دائمًا أن أصل بطريقة سلسة إلى الجمهور وأن يكون الطرح واضح السياق العام والحبكة الدرامية وذلك لإيماني أن السينما يجب أن يستمتع بها الجميع، كما اعتقد أن مشكلة السينما السورية تكمن في توقف إنتاج السينما التجارية حيث ذلك أوقف المنافسة على شباك التذاكر فتم إهمال الصالات السينمائية وضعفت الثقافة، لذا نحن بحاجة لطرح نوع سينمائي جديد راقٍ هادف بأسلوب سلس لطيف.
ضرورة دعم الثقافة
ويجيب أنزور عن موضوع قلة استخدام التكنيك السينمائي نتيجة قلة الأفلام المنتجة في البلد قائلًا : ضمن الظروف المتاحة نعمل أنا والعديد من السينمائيين السوريين على إيصال أفكارنا بكوادر سينمائية راقية ومتوازنة ولكن فعلاً الإمكانات تمنعنا أحياناً من العمل على ديكورات المكان بشكل يخدم العمل فنلجأ إلى تجميل أماكن مبنية سابقاً.
وعن دخول القطاع الخاص لواجهة الإنتاج السينمائي يؤكد أنزور بأن (أكاديمية شيراز) مشكورة دخلت عبر مشروع “نوافذ” وهي تعنى بالفن السينمائي والثقافة وتهدف لربط المجتمعين الإيراني والسوري عبر روابط فكرية ثقافية، وتسليط الضوء على المشاكل الاجتماعية والعادات والتقاليد لكل بلد، وأي دعم للثقافة يعنيني.. خاصة أنه سيتم عرض الأفلام المنتجة بعدة دول وسيتم إرسالها للمشاركة بالعديد من المهرجانات.
أهمية السينما التجارية
وعن ذاكرة سينما الأفلام القصيرة هل لها أن تحقق حضوراً مثل الأفلام الطويلة؟ ينوه أنزور بأنه ممكن لفيلم قصير أن يعلق بالذاكرة ولكن بالتأكيد نتمنى حقيقة أن تعود الأفلام السورية إلى ألقها السابق، وأن يزداد عدد الأفلام وتعود السينما التجارية والمنتجين للإيمان بالسينما لأنه من أرقى الفنون.
ويذكر أنزور بأنه الآن بصدد الإعداد لعدة مشاريع منها فيلم روائي طويل باسم “على موج” يحكي عن زلزال سورية ويتمنى أن يرى النور وهناك أيضاً عدة أفلام قصيرة وإعلانات.