تطوير أصناف جديدة من المحاصيل.. سوق الذكاء الاصطناعي في صناعة الأغذية مرشحة لبلوغ 10 مليارات دولار هذا العام
تشرين- رصد:
مع استمرار تزايد أعداد سكان الكرة الأرضية، يتزايد أيضا الضغط على الأنظمة الزراعية وقدرتها على توفير الغذاء لسكان الكوكب.
ومن المتوقع أن يصل عدد سكان الأرض إلى 9.7 مليار نسمة بحلول منتصف القرن، ومن ثم بات التحدي المتمثل في ضمان الأمن الغذائي لهذا العدد الهائل من الأفواه تحديا ذا طبيعة كونية، لكن الذكاء الاصطناعي يبرز كحليف قوي من أجل مساعدة البشر على التصدي ولو نسبيا لأزمة الغذاء.
وتتصارع الصناعات الغذائية باستمرار مع متطلبات المستهلكين من جانب ومعدل الإنتاج الزراعي من جانب آخر.
ويلاحظ أن الذكاء الاصطناعي يشق طريقه في صناعة الأغذية من جوانب مختلفة بدأ من الزراعية الدقيقة حتى مراقبة جودة الإنتاج، بل يعمل على تشكيل أسس جديدة لتطوير المحاصيل وتصنيع الأغذية.
وحسب “وكالات” يرى الدكتور جيرمي هانت مسؤول وحدة الأبحاث الزراعية في شركة إل. دي. إس لتطوير المنتجات الزراعية، أن مستقبل الزراعة وتوفير المحاصيل الضرورية بات مرتبطا بالذكاء الاصطناعي.
البرامج المدعومة بالذكاء الاصطناعي تزود المزارعين بتنبؤات الطقس والوقت الأمثل للزراعة والحصاد
وقال لـ”وكالات”: “باستخدام البيانات الحالية والمستقبلية مثل صور الأقمار الاصطناعية وقراءة درجات الحرارة وهطول الأمطار والجمع بين ذلك والتوقعات المستقبلية نزود المزارعين بتنبؤات الطقس الأكثر دقة، وتحديد الوقت الأمثل للزراعة والحصاد والتنبؤ بكمية المحصول”.
ويستدرك قائلا: “الدور الأكثر خطورة للذكاء الاصطناعي في المجال الزراعي يظهر في أن تطوير صنف جديد من المحاصيل يستغرق نحو 10 أعوام، لكن الآن وبفضل الذكاء الاصطناعي جرى تطوير أصناف جديدة من المحاصيل أسرع خمس مرات من السابق وبتكلفة زهيدة”.
الدور المنوط بالذكاء الصناعي في مواجهة أزمة الغذاء العالمية لا يقف عند حدود الإنتاج، فهدر الطعام مشكلة حرجة على المستوى العالمي، إذ يهدر ثلث إجمالي الأغذية المنتجة عالميا، ويبرز دور الذكاء الاصطناعي في تبسيط عمل سلاسل الإمدادات الغذائية، سواء بتحليل طلب الأسواق ولوجستيات النقل لتحسين عملية التوزيع.
من جانبه، ذكرت لـ”الاقتصادية” سوزان جونسون الباحث في مجال برمجة الكومبيوتر: “من المتوقع أن يبلغ حجم سوق الذكاء الاصطناعي في صناعة الأغذية 10 مليارات دولار هذا العام، ونحو 49 مليار دولار بحلول عام 2029، وسيسهم في خفض التكاليف بنسبة 20 % تقريبا”.
وأشارت إلى أن عديدا من الشركات الناشئة العاملة في مجال الصناعات الغذائية، باتت تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة متاجر البقالة على تقليل هدر الطعام بتحسين إدارة المخزون.
وأضافت أن “البرامج المدعومة بالذكاء الاصطناعي تتنبأ بالطلب على المنتجات الطازجة وتضبط الطلبات، وتضمن تخزين الرفوف بالكمية المناسبة من المنتج، ما يقلل التلف ويزيد الأرباح”.
الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي في الزراعة والصناعات الغذائية لا تنفي وجود عديد من التحديات، فالتكلفة العالية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والحاجة لبنية تحتية رقمية في المناطق الريفية تشكل عائقا أمام الاعتماد عليه على نطاق واسع.
وهنا يحذر البروفسير نايجل إدوارد أستاذ الاقتصاد الزراعي والاستشاري السابق في برنامج الغذاء العالمي، من أن يؤدي الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في مجال الزراعة إلى مزيد من عدم المساواة، سواء بين البلدان المختلفة أو بين المزارعين داخل الدولة الواحدة.
وقال : إن “الدول الفقيرة تفتقر إلى القدرة على الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لزيادة غلة المحصول أو لتطوير صناعتها الغذائية مقارنة بالدول الثرية، كما يفتقر المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة الذين ينتجون جزءا كبيرا من الغذاء العالمي الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي”.
وأضاف “لذلك يعد ضمان أن تكون حلول الذكاء الاصطناعي ميسورة التكلفة ومتاحة لجميع المزارعين، أمرا بالغ الأهمية لتجنب توسيع الفجوة بين الشركات الزراعية وصغار المنتجين”.