مجرد بداية!!

‏بالأمس انهار «أهارون هاليفا» رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، وأحد أركان القوة العسكرية الإسرائيلية، وقدّم استقالته معترفاً بمسؤولياته وعجزه تجاه عملية «طوفان الأقصى»، وتأتي استقالته وسط الحرب، وفي غمار المعارك الدائرة كتعبير ‏عن عجزه وعجز جيشه عن تحقيق ما يجعله يستمر ويبقى ويتابع.
و‏رأى محللون إسرائيليون أن هاليفا لم يستطع أن يتوقع بشكل صحيح حجم الأزمة الداخلية التي تعيشها المخابرات العسكرية الإسرائيلية التي يرأسها، وما فيها من صراعات بين الجنرالات والكولونيلات، ولم يدرك الحجم الهائل من تسرب المعلومات والتسريبات المضادة، وهذا كله ربما يتضح في إطار «لجنة تحقيق» دعا إليها في استقالته، ‏حول أسباب العجز والعمى اللذين أصابا جهازه و«إسرائيل» كلها تجاه «طوفان الأقصى».
‏استقالة هاليفا فضيحة لجهاز المخابرات الذي تتباهى به «إسرائيل»، وهي اعتراف بالعجز والعمى أمام المقاومة الفلسطينية، وهي انهيار لجهاز استخبارات كامل في خزي العجز وعار العمى، والأفظع أن استقالة هاليفا فتحت الباب لباقي جنرالات وسياسيي القيادة الإسرائيلية للتقدم إلى مذبح الاعتراف، والإقرار بعجزهم ومسؤوليتهم، وكما قال أحد ‏المحللين الإسرائيليين، فإن استقالة هاليفا ذكّرت الجميع بأن الاختباء في الحرب لن ينجيهم من المحاسبة، وأن الوقوف في الظل لا يستر عجزهم ومسؤولياتهم، وأن التلطي بين دخان المعارك لا يطهّرهم من جرائمهم.
‏إذا كان العجز الإسرائيلي تجاه «طوفان الأقصى» يستدعي التحقيق والمحاكمة، ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين علي عجزهم وتقصيرهم، فإن العدوان والحرب على غزة يستحقان التحقيق والمحاسبة أكثر، لأنهما شكلا فشلاً فاضحاً للقوة العسكرية الإسرائيلية، ولأنهما أورثا «إسرائيل» العار بفضح طبيعتها الإجرامية، بما ارتكبته من جرائم إبادة جماعية وتشريد وتهجير وتدمير بحق شعب كامل، ولابد أن الحساب قادم، ‏وأن الحق لابد أن يتحقق، لأن أرواح الأبرياء الذين قتلوا لن تسكن ولن ترتاح حتى ينال المجرم عقابه المستحق.
‏استقالة أهارون هاليفا «مجرد بداية» فتحت الطريق، وأمثاله لابد أنهم بدؤوا يجمعون أغراضهم لدخول التحقيق والمحاسبة، إن لم يكن أمام محاكمهم فإنهم سيمثلون أمام محاكم التاريخ والإنسانية.. فهل نشهد مرحلة تحاسب فيها «إسرائيل» على ما ارتكبت بحق العرب والإنسانية من جرائم؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار