«أصوات ملونة» انطلاقة جديدة لأحلام كبيرة.. طلاب يقدمون الغناء الأوبرالي من مختلف الثقافات

دمشق- ميسون شباني:

خبرات شبابية أكاديمية قدمت ثقافات غنائية ولغات عالمية منوعة من مختلف العصور عبر فعالية حملت عنوان: “أصوات ملونة “التي أقيمت في المعهد العالي للموسيقا.. برنامج غني وثري عرض فيه نتاج مع الطلاب من كل السنوات.. وتميزت الفعالية بكونها التجربة الأولى لطلاب الأوبرا في قسم الموسيقا الكلاسيكية، وتضمنت أعمالاً من أغلب العصور ومنها: عصر الكلاسيك والباروك والرومانس، وقدمت بخمس لغات حاضرة فيها (إيطالية، ألمانية، فرنسية، إسبانية، روسية) بإشراف الأستاذ فادي عطية ورافقهم على البيانو الموسيقي أنتوني كنوزي، ومشاركة كل من الطلاب: عبير بركات، ماسة شاكر، دانييلا نور مقلد، آية الشاعر، ليال مقلد، أليسار مسعود، وكنان البربور.
ونوه الأستاذ عطية لـ”تشرين” إلى أنه منذ فترة طويلة لم تقم في المعهد العالي للموسيقا حفلة من هذا النوع (حفل لصف الغناء) يعرض فيها نتاجه مع جميع الطلاب من كل السنوات والمستويات وأنواع الأصوات، وأضاف: إن أهمية هذه الحفلات تكمن بكونها تعرض النتاج للجمهور وهذا هو الهدف الأساسي للأوبرا، فهي للعرض أمام الجمهور، وتقديمها في الامتحان هو تهيئة لهذه الخطوة وهذا يتطلب جهداً كبيراً لاختيار البرامج بحيث تكون متتالية بشكل ممتع ومتناسق لتصل الى المتلقي لكونها أعمالاً نوعية صعبة تتسم بالطابع النوعي الأكاديمي.
وعن أهميتها بالنسبة للطلاب أكد عطية أنها تساهم في تبني الشخصية التي يؤدون دورها وإثبات الوجود بمواجهة الجمهور، لأن هذا عملهم في المستقبل، وكل هذا يصب في بناء مغنٍ يمتلك أدواته من الصوت الجميل والقوي إلى الحضور القوي والتعامل مع الجسد والحركة بطريقة احترافية.
وأضاف عطية: إن صعوبة مثل هذه الحفلات لكونها تتضمن مستويات علمية مختلفة من الطلاب، وهذا يتطلب الخبرة والدقة في الاختيارات والحلول التي يقوم بها المشرف لتقديم الجميع بطريقة تتيح لكل مشارك تقديم ما لديه من موهبة ومشاعر وحضور.. فالأوبرا فن تمتزج فيه الموسيقا بالمسرح، وهو يحتاج إلى شخصيات مختلفة بالألوان الصوتية والأنواع ومساحة الدور والغاية تأهيل الطلاب ليكونوا كادراً في المستقبل.
وختم عطية حديثه بأن الموسيقا فن علني يقدم على المسرح، ومن المفيد أن نتابع بشكل دائم نتاج الطلاب والأساتذة ونستنير بتجارب الآخرين، أما عن شعوري الخاص فلا فرح يعادل فرحي بإطلاق مواهب جديدة تكمل مسيرة هذا الفن الراقي.. فنجاحهم نجاحي خصوصاً في ظل الظروف التي نعيشها.. والغناء أبهى تجليات الفرح وتمرين على الحب والعطاء لنبقى مستمرين.. أتمنى أن ينشروه في كل مكان هذه البلاد تستحق.
وأشارت الطالبة آية الشاعر إلى أن هذه الحفل سيكون عتبة لانطلاقة جديدة لأحلامها الكبيرة، فهذه التجربة أتاحت لها فرصة تجاوز رهبة الغناء أمام الجمهور واكتشاف جوانب جديدة من شغفها وزادت ثقتها بنفسها بشكل أكبر، وعرفت من خلالها أن هناك أناساً مازالوا مهتمين بهذا النوع من الغناء وداعمين له وهو ما شكل حافزاً أكبر لها.
وكانت آية قد قدمت القطعة الأولى Deh per quseto istante solo للمؤلف Mozart والقطعة الثانية Habanera من الأوبرا المشهورة Carmen للمؤلف Bizet.
فيما أكدت الطالبة ليال مقلد أن مشاركتها بحفل “أصوات ملونة” كانت داعمة لمسيرتها التعليمية والموسيقية كطالبة غناء كلاسيكي خاصة بعد طول التحضيرات مع الأستاذ فادي عطية، وأضافت إن هذه التجارب مهمة وتزيد من خبرتهم كطلاب في هذا المجال من ناحية مواجهة الجمهور والثقة بالنفس وتعريف الناس بهذا الفن الذي لا يجب أن ينتهي من جهة أخرى، وكانت ليال قد قدمت قطعتين من أوبرا إيطالية
Ombre pallide _ Handel
Prendi per me sei libero _ Donizetti
وأكدت الطالبة ماسة شاكر أنها تجربة غنيّة وملهمة لهم في قسم الغناء الكلاسيكي، وأشارت إلى أن هذا حفلها الأول في المعهد العالي للموسيقا ولي خصيصاً كطالبة في السنة الأولى، وتم التحضير مع الأستاذ فادي عطيّة للحفل بشكل دقيق بدءاً من الصوت إلى الحركة مع الأستاذ معتز ملاطية لي.
وكانت ماسة قد قدمت اثنتين من القطع مختلفة العصور ذات الطابع الدرامي:
Venga pur, minacci e frema- Mozart
Stride la vampa!- Verdi.
وأشارت الطالبة أليسار مسعود إلى أن الحفل كان تجربة مهمة لكسر حاجز التوتر أمام الجمهور، وسمح لها بفرد مساحة للتعبير عن ذاتها من خلال القطع التي اختارتها وهي قطعة موزارت المليئة بمشاعر الغضب والخذلان، و«الزورونغو الغجري» من تأليف الشاعر فيديريكو غارسيا لوركا.
وقال الطالب كنان بربور: إن حفل أصوات ملونة هو أول تجربة بالنسبة له جعلته يستكشف ذاته وإحساسه الحقيقي بالوقوف أمام الجمهور، وقدم بربور عملين هما مزيج من التراجيدية والسخرية (the song of the flea (mussorgsky
Der erlkönig (schubert).

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار