المخالفات مستمرة رغم «تعليمات العيد»!
تبرز مع حلول كل عيد مظاهر غير سليمة فيها مضار صحية وجسدية غير محسوبة النتائج على الأطفال، كما تضر بالناس ككل في المحيط، وعلى ما يبدو فإن تعليمات الجهات ذات العلاقة بخصوص تنظيمها أو ردعها ما هي إلا نسخ لصق لتعاميم وقرارات سابقة نفسها مع تغيير التاريخ فقط.
أخطر المظاهر الماثلة للعيان وخاصةً في ساعات الليل هي المفرقعات النارية التي انتشرت بكثرة وكثافة على غير العادة قبيل عيد الفطر السعيد، وهي بأصوات ضخمة مخيفة تقض مضاجع السكان وتدب الرعب في نفوس المارة، ولطالما صدرت تعليمات بمنع تداول واستعمال مثل تلك المفرقعات لكن دون جدوى، فهي تباع على البسطات وفي (الكولبات) أمام الجميع ولا أحد يحرك تجاهها ساكناً، لتبقى احتمالات مضارها قائمة كما في كل عيد كتعرض الأطفال لإصابات جسدية خطيرة في العينين و غيرهما.
كذلك لا تغيب ظاهرة تأجير الدراجات النارية لفتية مراهقين، ليبدؤوا برعونة التجوال فيما بين ألعاب الأطفال وفي الحدائق وبملاصقة المارة على الطرقات وحتى الأرصفة بشكل استعراضي طائش يشكل خطورة بالغة على من يقودها ومن هم في المحيط، والحوادث من جراء ذلك حدث ولا حرج لطالما وقعت في مناسبات سابقة، وهذا يحدث على الرغم من التعليمات المسطرة بمنع ذلك.
يلاحظ أيضاً أن الألعاب اليدوية التي يتم تركيبها أثناء العيد على قارعة بعض الطرقات والأرصفة وبجوار الحدائق، تفتقر لعوامل الأمان والسلامة، حيث يتم تثبيتها بشكل عشوائي بوضع أكياس مليئة بالتراب أو بعض الحجارة على جنباتها، الأمر الذي قد يؤدي إلى أذيات للأطفال لاحتمال انقلابها في أي لحظة مع زيادة الحركة والوزن، وذلك يتم أيضاً على الرغم من وجود تعليمات وضوابط تمنع ذلك.
ومعروف أن أطعمة الأطفال المكشوفة من حلويات وسندويش وبسكويت فرط وغيرها، تكثر في الأماكن التي تنشط فيها الحركة خلال العيد، وكذلك العصائر المحضرة يدوياً، حيث إنها عرضة للعوامل الطبيعية الملوثة والتي قد تفقدها صلاحيتها أيضاً، وهذه أيضاً تأتي على منعها التعاميم لكن بما أنها خلبية فلا أثر لها.
إذاً كي نضمن تطبيق أي تعليمات واشتراطات فيها أمان وسلامة الأبناء والأهل خلال العيد أو أي مناسبات أخرى، فلا بد من عدم الاقتصار على تعميمها -نسخ ولصق- فقط بل يجب أن تحرص الجهات ذات العلاقة كل حسب اختصاصها على متابعة تطبيقها على أرض الواقع، وضبط وردع كل من يستهتر أو يتهاون بها.