بانتظار العيد!!
منذ سنوات نبحث بعيون حائرة عن ضحكة هنا وهناك، عن بارقة أمل تعيد للنفوس المتعبة كيانها، منذ سنوات نعربش على ما تبقى من أمانينا لربما نقطف بعضاً من فرح، لذلك ننتظر العيد ونحتاجه لنسمع رنين ضحكات الأطفال، بالرغم من الحسرة التي ترافق كل عائلة أثناء التحضير لأجواء العيد!
لا شك أن هذه الأيام صعبة فالأمور ليست على ما يرام، والتجار الذين باعوا ضمائرهم لتكديس جيوبهم، زادوا من بؤس الناس وحاجتهم، أما المواطن الذي تعب من الشكوى فصار سقف أمانيه صدور قرارات تكون برداً وسلاماً على حياته!
عبارة “هل من مزيد” يرافقها الكثير من الغش والتدليس والفساد، وهل من مزيد تعني أن من تتكدس المواد والبضائع في مستودعاتهم يجيدون التحايل والرقص على أوجاع الناس لمزيد من المال والأرباح، أما من يقول إن الأسواق تحكمها معادلة العرض والطلب، فقد ولى زمن تلك المعادلة لأن الطلب صار في الحضيض لتدني المستوى المعيشي وعدم القدرة على مجاراة الأسعار!!
طقوس العيد صارت عبئاً، والثياب الجديدة حلماً، أما الحلويات فباتت صوراً وذكريات، والعائلة تعيش يومها في دوامة بين المتاح والمستحيل وهي العاجزة عن تأمين أبسط مستلزمات العيد، وبعد كل ما يحصل يأتيك من يقول إن أسواقنا عامرة والأمور على أحسن ما يرام، وينسون أن تلك المواد تحتاج المال، فما نفع بضائع مكدسة والجيوب خاوية؟
نعيش دوامة فوضى الأسعار وضرورات ضبط الأسواق ومراعاة الشهر الكريم، والحقيقة أن المواطن رهن لهيب أسعار تستعر يومياً، وأن سياسة التلويح بالعصا لا تجدي نفعاً، وشد الأحزمة على البطون هي القاعدة، أما بوادر الخير فهي من المنسيات!
الوطن في محنة.. والعيد يحتاج أمنيات الخير وقلوب ترقص فرحاً، ويحتاج أنشودة حب ومعجزات تعيد بناء الوطن، فوطن الحب يحتاج شتولاً من صدق وضياء وإشراق لنعبر به إلى غد أفضل، ولنقول قريباً إن عيد سورية التي نحلم بها آت لا محالة.