في الرحلة الشّامية (6) ضيوف على القيادة المركزية
تشرين- إدريس هاني:
يممنا، نحن وفد البندقية، مقر القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، حيث تقرر اللّقاء برئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام المركزي د. مهدي دخل الله، وهو رجل مثقف وصاحب آراء تتميز ببُعد النظر والشجاعة، شغل مناصب كثيرة كرئيس تحرير صحيفة البعث، وكان وزيراً للإعلام، كما شغل منصب سفير سورية في الرّياض.
كانت جلسة تحوم حول موضوعات يغلب عليها الطابع الثقافي والسياسي والاجتماعي بما في ذلك موضوع الهوية والأسرة والقيم الجماعية. كما تناول اللقاء موضوع الإرهاب والتطرفات التي عانت منها سورية كل هذه السنوات، بالنسبة للدكتور دخل الله، فهو يرى أنّ الإخوان لم يوفقوا حتى في الدول التي أتيح لهم حكمها، وهي مجتمعات مؤمنة ومتدينة مثل مصر، وهو يصيغ قوله في خطاب أدب ساخر ومقنع، طوال عشرية العدوان على سورية، كان د. دخل الله ذكيّاً في مُحاججاته لخصوم سورية، ولأنّه شجاع في إبداء رأيه، لم يكن يؤمن بأنصاف المواقف والمنطقة الرمادية وخطاب التبرير، هذا الذي لفت انتباهي إلى عضو القيادة المركزية، آراؤه التي تتسم بالواقعية وبعد النظر وكمستند فكري. لقد تبادلنا ما يكفي من وجهات النظر، وكان لقاءً حيويّاً، سأكتشف فيه شخصاً مثقفاً ورياضياً مشّاءً بامتياز.