أكثر من مئة وثلاثين يوماً والعدو الإسرائيلي يفشل في السيطرة على غزة، ورغم التفوق العسكري الإسرائيلي فإن غزة تسجل صموداً أسطورياً فاق التوقعات كلها، ولم يستطع كيان العدو أن يغير الواقع الذي يُنبىء باستمرار مواجهة العدوان مهما كانت التضحيات.
صحيح أن العدو الصهيوني يمتلك قوة حربية هائلة، لكن المقاومة تمتلك الحق والتصميم على إحراز النصر على عدو غاشم لا يعترف بحقوق الآخرين ويعمل على انتهاك القوانين والأعراف الدولية، وما حققه العدو الصهيوني من اجتياح غزة بسبب القوة العسكرية لن يستمر بفضل المقاومة التي تواجه آلة الحرب الغاشمة.
حتى الآن لم يحقق العدو الصهيوني ما أراده من غزوه غزة، فرغم التجويع والحصار الظالم صمدت غزة ورفضت الاستسلام للعدوان، ومنذ أكثر من مئة ثلاثين يوماً والمقاومة تقف في وجه الاحتلال بالصدور العارية وذهبت تهديدات نتنياهو أدراج الرياح بأنه سيجتاح القطاع ويخضعه خلال أيام، فالقوة الغاشمة الإسرائيلية تقف عاجزة أمام عزيمة أهل غزة وصمودهم الأسطوري، وحسابات نتنياهو باءت بالفشل، فالمقاومة مستمرة في المواجهة، فيما العدو يخسر كل يوم أمام صمود المقاومة الفلسطينية التي تقاوم الكيان الصهيوني منذ خمسة وسبعين عاماً بلا كلل أو ملل، ولم تتراجع قيد شعرة أمام العدو بل هي ماضية في المقاومة حتى تحقيق الانتصار والحصول على الحقوق كاملة.
وعد نتنياهو المستوطنين بكسر المقاومة وإبادتها خلال أيام أو أسابيع قليلة، وها قد مضى نحو نصف عام ولم يتحقق شيء من هذا، وارتدت تبجحات نتنياهو عليه، وفيما تسجل المقاومة التقدم يخسر نتنياهو أوراقه الواحدة تلو الأخرى.
يحرص نتنياهو على استمرار العدوان لأنه باستمراره يستمر في السلطة ويبتعد عن المحكمة، وربما السجن الذي ينتظره مهما طال الوقت فهو لن ينجو من المصير المرسوم، فـ«المعارضة» الإسرائيلية تتحين الفرصة لمحاسبته.
تحت الجوع والحصار الغاشم تصمد المقاومة الفلسطينية وتزداد قوة في وجه الجلاد الإسرائيلي الذي يمضي في عدوانه وجرائمه من قتل وتشريد واستباحة وانتهاكات لكل الحقوق، لكنه يزداد فشلاً في إنهاء المقاومة الفلسطينية التي لم تبق مقاومة في الدنيا مثلها في الصمود والتحدي لأعتى قوة في العالم تمارس الظلم والاحتلال بأبشع صوره.
د.تركي صقر
90 المشاركات