خارج النص

تقليد لحق بمطبوعات العصر: يكتبُ أديبٌ كبير مقدمة لرواية أحد مجايليه، يروي فيها تفاصيل إنسانية لها علاقة بالكاتب وليس بالرواية، لكنها تضفي السحر على عالم التأليف كله وتقرب القارئ منه، كما فعل “تشيخوف” مع “مكسيم غوركي” وأدباء أمريكا اللاتينية مع بعضهم! وكنتُ حسبتُ أنني لن أعود إلى مثل هذه التداعيات، بعد أن قرأتُ مقدمةً كتبها ناقدٌ وأستاذٌ جامعي لمجموعة قصصية لإحدى الكاتبات، وفيها مديحٌ بلاحساب، ثم قرأت نفس المقدمة في مجموعة ثانية لنفس الكاتبة! يعني تمّ التفصيل والخياطة ويمكن أن يلبسها أيُّ مقاس، وفيها (المقدمة) مدائح للأسلوب والتقاط المفارقات والتعبير الأدبي الفذّ، ومن العدالة المنطقية أنني نسيتُ اسم تلك الكاتبة بكل ثقلها القصصي الذهبي، لكن اسم الناقد مازال ماثلاً في ذاكرتي، حتى وازاه “كاتب” آخر دخل لعبة تقييم أعمال أدبية لأخريات!
النصوص الموصوفة بالقصة، باكورة إنتاج “الكاتبة” ويا لهول ما يجده القارئ من الضعف والغثاثة والوجدانيات التي تُحكى لقريب بعد المرور بمتسوّل أو طفلٍ يُضرب، ولا تصلح لبناء قصة، لكن الكاتب رآها إنجازاً أدبياً عظيماً، واستعصى عليّ أن أرى المكان الممدوح الذي برقت فيه الجواهر ورقّت اللغة ثم اشتدّت، تحت ناظريه!
النصوص التي أذهلت الكاتب، هي بمستوى موضوعات تعبير في الخامس الابتدائي، كانت تُسمى موضوعات إنشاء، ورفعها إلى سوية القصة والأدب هو خداع وتزوير، لكن في هذا المجال تحديداً ما من مُحاسِب لأنها سلعةٌ لا تُؤكل فتسمم الجهاز الهضمي ولا يُدّعى على الكاذب ليمثل تحت قوس المحكمة، عدا عن المسؤولية الأدبية التي تجعله في جو الثقافة أقل احتراماً لأنه يفتقد المصداقية!
شيء آخر لافتٌ: أن المجاملة التي لا تعرف حدوداً منطقية، هي دائماً موجهة إلى كاتبات مستجدّات، وبنفس أسلوب “الآلاتية” الذي لا تجديد فيه، وكأن الكتاب كلَّه لم يُقرأ ويكفي أن صاحبته غادرت “إعاقتها” وقررت أن تقارع العالم بمواهبها النادرة فيجب استقبالها بالرقّ والعود وبما هو محفوظ عن الألم والغربة والحنين وفي الطريق إلى ذلك، لا بأس من ذكر الحرب وويلاتها، وما خلفته من تفاصيل على حياتنا.
في هذا العالم، الذي من السهل فيه، مزجُ العناصر المتضادة، واختلاقُ الكائنات ولو كانت وهمية، وانفجار المنابر التي صارت بديلاً للفنون الإنسانية الراقية: المسرح والسينما والإذاعة، سيكون هذا الجهد مثل الزبد تطيح به أول صخرة ماثلة على الشاطئ ولن تكون مثل هذه الكتب موجودة على رفوف مكتباتنا مهما علت فيها المدائح…

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سيتم إطلاقها بالتوازي مع المنصة الوطنية للحماية الاجتماعية.. وزير الاتصالات والتقانة: منصة الدعم النقدي ستكون جاهزة خلال الأشهر الثلاثة القادمة بسبب ارتكاب مخالفات واقتراع الناخبين ذاتهم أكثر من مرة.. القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من مراكز حلب وريفها المقداد يعزي البوسعيدي بضحايا حادث إطلاق النار الذي وقع في محافظة مسقط ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج