يمرّ الميلاد ومهد رسول المحبة والسلام، والذي يعيش تحت وطأة جنون إسرائيل وعدوانها، فيبقى الطّفل في المغارة و أمُّه مريم وجهان يبكيان، وروحان تغذيان، يبكيان مَن تشردوا وقُتلوا، ويغذيان من صبروا ويصبروا، ويلهمان مَن يقاوموا ويواجهوا الشّر والكره، والعدوان الإسرائيلي بسلاح الحقّ والإيمان.
الطّفل في المغارة و أمّه مريم وجهان صابران، وهو الصّبر العربي الإنساني المؤمن بالحقّ، المُتمسك في حقوقه، والمجاهد إلى تحقيقها، إنّه الصّبر والإيمان بالله وبالوطن، صبر التّمسك بالروح الإنسانية، وهي تتجذر في أرضها لتبقيها وطن، ولتزهر فيها مقاومة تثمر التحرير والنّصر.
مع الميلاد، تنعش فلسطين (سلاح الصّبر) في الروح العربية، فتصمد المقاومة أكثر، وتذلُّ العدو بشكل أكبر، وتبقي الروح مُتقدة، لذلك فقد سمعنا أحد الأصوات المتطرفة والمعبرة عن “إسرائيل” وعدوانها ( مردخاي كأليدار) ينعي حظ إسرائيل، بأنّ كتابهم وعقيدتهم لا وجود للصبر فيها، ويتطاول على السماء عندما ينتقد إلهه مدعياً أنّه حرم الإسرائيليين من الصبر، ويستحضر هذا الإرهابي الصهيوني(فقدان الصبر) في معتقدات الإسرائيليين لينتقدهم، والذين يطالبون حكومتهم بالاعتراف بالهزيمة أمام المقاومة، ويلحّون على قيادتهم بقبول وقف الحرب، وتبادل المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة بجميع الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو، كاليدار كصهيوني متطرف، وكمعبر عن إسرائيل، يرى أنّ عدم تزويد الله للإسرائيليين بالصبر، ساهم في إضعاف الموقف الإسرائيلي، وزاد من قوة المقاومة.
تصوروا حتى السّماء لم تنجُ من الافتراء الصهيوني!
مع الميلاد، وفي بلاد الميلاد والإسراء والمعراج، وبين المسجد الأقصى المبارك حوله وبين كنيسة القيامة، يمارس الفلسطينيون من جديد، وبالصبر المبدع والخلّاق، فعل الولادة المتجددة، ولادة الحرية من الصهيونية والتّحرر من الاحتلال، ولادة استعادة الحقوق، ولادة تحقيق العدالة، ولادة المحبةوالسلام، ويستعيد الفلسطينيون الولادة الشاملة المتجددة للشّعب والوطن والحق، إنّها الولادة بالمقاومة، إنّها مقاومة الميلاد، و ميلاد المقاومة المتجددة، تجدد الحقّ واستمراره حياً وحيوياً.