الدخول المطلوب بالرقميات في البحث العلمي

متابعة البحث العلمي والعناوين التي تتكدّس في مكتبات الكليات، توضح مسألة مهمة غائبة عن الطموح والاحتياج إلى توظيف كل الموارد المخصصة والجهود المهدورة، التي يمكن أن تثمر أكثر في حال توجهنا للدراسات والأبحاث التي نحتاجها فعلياً.

فسنوات الحرب والهجرة واختلاف كل المعطيات، تستوجب البحث بدراسات ميدانية، تعتمد على توظيف المعلومات، والتعرف على الواقع فعلياً، والخروج من إطار الدراسات النظرية والدخول بمجال الدراسات المعمقة التي تنعكس على المجتمع بكل أبعاده.
أذكر بحثاً علمياً تم في كلية الزراعة حول انعكاس القطع الجائر لبعض الأشجار الحراجية على بقاء النوع والتهديد باندثارها، لأن القطع الجائر يمنع كل إمكانيات الإنبات.
وصحيح لدينا قوانين تتعلق بمعاقبة من يقطع الأشجار، وعقوبة شديدة، لكن وأنت مارٌّ من أمام المنصفات وعلى جوانب الطرقات، تجد بقايا الشجر المقطوع أكثر من الشجر الباقي، ولم يجر أي بحث على هذا الواقع وانعكاسه البيئي وخساراته.
البحث بالأسباب واضح و جليّ، وهو انعدام المحروقات والاعتماد على الحطب للتدفئة، بسعر الحطب الخيالي، أكيد ستنعدم ثروتنا الحراجية، وتتصحر غاباتنا.
أجل، نحتاج إلى ربط البحث العلمي باحتياج المجتمع فعلياً والخروج من النظريات والمفاهيم المتخيلة عن وهمية الإنجاز بالبحث العلمي.
نحتاج إلى الدخول فعلياً في عالم الرقميات، والاستدلال بالأرقام في توصيف المشكلات، وفي عمق الأبحاث.
لو أحصينا الموارد التي تصرف بطريقتها الحالية، والعدد الكبير من العاملين في مجال البحث العلمي إدارياً، وبحثنا بالنتائج العملية، نكتشف أننا نكدس أوراقاً وكتباً لا تفيد واقعنا أبداً وتعكس الإغراق بالعمل المكتبي، ولا أثر لنتائجها أبداً.
لنبدأ بدراسات عملية تعتمد على تحليل الأرقام والإحصائيات الحيوية، وفق ما نحتاجه في مجتمعنا الآن وبإلحاح كبير.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار