معاناة يومية مع النقل

شتّان ما بين عبارة “تخفيضات لفئات معينة..” لأحد السرافيس العاملة على خط مهاجرين باب توما، وبين من يفرض على الركاب القاطنين في مدينة جرمانا دفع الأجرة ذاتها المخصّصة من جرمانا إلى باب توما، في أي مكان للتنقل داخل جرمانا، فالأجرة المخصصة هي ألف ليرة من أول الخط وحتى آخره، وداخل المدينة يتقاضون الأجرة نفسها، ومن دون أي رادع، فما ذنب الأهالي الذين يضطرون للتنقل أكثر من مرة خلال اليوم، وبالأخص الطلبة.
وبحسبة بسيطة إذا كان لدى الأسرة طالبان على سبيل المثال فقط، ممن يضطرون للتنقل بالسرفيس داخل جرمانا بشكل يومي، يعني هذا أن على الأسرة تأمين مبلغ 4000 ليرة يومياً، وتالياً تتجاوز كلفة تنقلاتهم الشهرية المئة ألف ليرة، عدا عن تنقلات باقي أفراد الأسرة، فهل يعقل ذلك؟ ولماذا لا تكون هناك مراعاة للتلاميذ والطلبة الذين تبعد أماكن سكناهم عن تلك المدارس التي تم قبولهم فيها، بأن يكون هناك سعر خاص لهم، ولجميع المتنقلين داخل الحدود الإدارية للمدينة.
لماذا هذا الجشع، وخاصة أن هناك حركة دوران، حين يقوم ركاب داخل المدينة بالصعود والنزول، أكثر من مرة، ليصعد بدلاء لهم على طول الخط، فيستفيد سائق السرفيس أو مالكه أكثر من مرة بعمليات الصعود والنزول؟
وهناك من يطرح حلاً آخر بتخصيص بعض السرافيس داخل المدينة فقط للتنقلات وبأسعار مناسبة لحلّ تلك المعضلة، التي يكابر العاملون على خطوط السرافيس ( باب توما- كراجات العباسيين- كراجات الست) لعدم المساهمة بالحلّ، وحجتهم “نشتري المازوت الحرّ والمخصصات لا تكفي”.
بالمقابل هناك مبادرات في عدد من المحافظات، يشكر أصحابها عليها، تطوعت لنقل الطلاب والمعلمين، إما بأجور منخفضة، أو مجاناً من دون أي مقابل، وخصوصاً أيام امتحانات الشهادات للتعليم الأساسي أو الثانوية العامة، فكم هناك فرق بين من يشعر بوجع الناس ويكون عوناً لهم، ويساهم بتخفيف بعض من تلك الأعباء المعيشية للطلبة وللكوادر التعليمية، ومن لا يفكر بهذا الأمر مطلقاً؟!.
لا بدّ من العمل على التعاون والتعاضد والتكافل، للحدّ من هذه المعاناة التي تؤرّق يومياً كل تلميذ وطالب وعامل وأسرة لا تتوافر لهم وسائل النقل المجانية، التي تؤمن تنقلات العاملين لديها، فتساهم بذلك بتوفير جزء من هذه المعاناة، على أمل أن تقوم المديريات المختصة ومجالس المحافظات بإلزام وسائل النقل الخاصة بتسعيرة تراعي مختلف الظروف، فهل يمكن تحقيق ذلك؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج «الصحة» تطلق الأحد القادم حملة متابعة الأطفال المتسرّبين وتعزيز اللقاح الروتيني دمّر الأجور تماماً.. التضخم لص صامت يسلب عيش حياة كريمة لأولئك الذين لم تواكب رواتبهم هذه الارتفاعات إرساء القواعد لنظام اقتصادي يهدف إلى تحقيق الحرية الاقتصادية.. أكاديمي يشجع على العودة نحو «اقتصاد السوق الاجتماعي» لتحقيق التوازن بين البعد الاجتماعي والاقتصادي