السجائر المجهولة بلا رقيب
تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
دأبت مؤسساتنا الصحية وعدد من مؤسسات المجتمع المدني على إقامة طقوس (اليوم العالمي لمكافحة التدخين) من خلال عقد الندوات والحلقات النقاشية، وبعض الفعاليات الإعلامية للتحذير من مخاطر التدخين وتأثيره في الصحة العامة، وعلى الاقتصاد الوطني في الوقت ذاته، يستعرض المشاركون فيها مخاطر هذه الآفة التي راحت تتوغل بين صفوف الشباب والمراهقين كتوغل النار في الهشيم، ويسلّطون الضوء على ما تستنفده من عافية الناس وجيوبهم، وعلى ارتفاع النسب المتصاعدة للمدخنين عالمياً وعلى المستوى المحلي كذلك، يدعون إلى ضرورة تشديد إجراءات استيراد السجائر وفرض الرسوم الجمركية المضاعفة عليها.
ولا يتوقف الأمر عند حدود هذه الطقوس فحسب، فقد اعتادت وزارة الصحة أن تحذّر من هجمة هذه الأنواع المجهولة المنشأ، وبهذا الكم الهائل الذي راح يتدفق على أسواقنا المحلية وبشكل غير مسبوق ومن دون أن تخضع إلى رقابة التفتيش والسيطرة على النوعية، تشدد الرقابة على إقرار مسودة مكافحة التدخين للحد من تدفق هذه الأنواع الغريبة والمجهولة من السجائر إلى البلاد بلا ضوابط ولا رقابة.
إن أكثر من عشرين نوعاً من السجائر الأجنبية المتسللة إلى الأسواق بحاجة ملحّة جداً إلى فحوصات مختبرية دقيقة وملزمة للتأكد من عدم احتوائها على مواد سامة أو مضرة ضرراً بليغاً على صحة الإنسان، وإتلاف جميع الأنواع الرديئة والخطرة، ومادام هناك إجماع علمي واجتماعي وأخلاقي وديني على أن تعاطي التبغ بكل أشكاله يسبب مرض السرطان ويستنزف الجيوب بلا رحمة، فإن تحريمه شرط من شروط حماية الجنس البشري، وكان مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة قد حرّما المخدرات بأنواعها مطارداً المافيات التي تمارس عملية الترويج والمتاجرة فيها.