أوكرانيا وصلت أوروبياً إلى «المنعطف المشؤوم».. إيطاليا نحو تقليل الدعم عن نظام كييف: مواردنا لم تعد كافية لتقديم المزيد
تشرين- وكالات:
لن يطول الوقت بإيطاليا حتى تعلن انسحابها من مسألة «تمويل أوكرانيا».. وعلى غرار الخطوة الأميركية بإسقاط هذا الدعم من الميزانية الحكومية ثم التلويح بإسقاطه كلياً، قال وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو بأن بلاده فعلت الكثير لدعم أوكرانيا ولكن لم تعد هناك مساحة أكبر بسبب محدودية الموارد.. متحدثاً وللمرة الأولى عن احتمالية بدء حوار بين أوكرانيا وروسيا.
وقال كروزيتو في مقابلة مع «سكاي نيوز24»: إن وزير الخارجية أنطونيو تاياني تحدث خلال زيارته كييف للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي لرؤساء الدبلوماسية الأوروبيين، عن «الخيار السياسي» وقال: عندما نتحدث عن إمدادات إلى أوكرانيا هناك جانبان: جانب سياسي وآخر تقني لمعرفة ما يمكننا تقديمه دون تعريض الدفاع الإيطالي للخطر.
وأضاف: هناك طلب مستمر من الجانب الأوكراني للحصول على مساعدات، ونحن بحاجة إلى التحقق مما يمكننا تقديمه مقارنة بما يحتاجون إليه، معلناً عن توافر شروط حزمة ثامنة للمساعدات العسكرية، ولكن في الوقت الحالي يبقى هذا مجرد إعلان نوايا.
أما الجديد في تصريحات كروزيتو فهي حديثه عن احتمالية لبدء حوار بين أوكرانيا وروسيا في الربيع المقبل معرباً عن اعتقاده بأن الشتاء سيعوق العمليات على الأرض وقد يزيد من الأنشطة الجوية لروسيا، وأشار إلى أن الربيع قد يكون الوقت المناسب للدولتين لاستنفاد قدراتهما العسكرية وفتح المجال للحوار.
وأكد الوزير الإيطالي أنه لا أحد يفكر فعلياً في استخدام الأسلحة النووية، وأنه لا يوجد خوف حالياً من تصعيد يمكن أن يؤدي إلى حرب نووية، لكنه أشار إلى أن «الجنون ليس مستبعداً تماماً».
يأتي ذلك فيما ركز الإعلام الأميركي بصورة أوسع على تقليل التمويل الأميركي لأوكرانيا، وما سمّاه «المنعطف المشؤوم» في هذه المسألة.
ونقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن قولهم: إن نقص التمويل الأميركي لأوكرانيا سيشكل معضلة خطرة في الأسابيع القليلة المقبلة، وبما يؤثر على ساحة المعركة.
وحسب «سي إن إن» فإن هذا هو السيناريو هو ما تحاول إدارة بايدن تجنبه، من خلال التحذيرات التي يطلقها المسؤولون الأمريكيون علانية بهذا الصدد، بما في ذلك تصريحات بايدن نفسه.
ويشير بعض المسؤولين الأمريكيين إلى أنهم ما زالوا مقتنعين بأن أغلبية الأمريكيين بما في ذلك أعضاء الكونغرس يدعمون استمرار تقديم الدعم لأوكرانيا، ولكن ما حدث هذا الأسبوع في مجلس النواب، ينبئ بأن تقديم المساعدات الأمريكية لكييف قد يتباطأ قريباً.
وحث مسؤولون في البيت الأبيض، الكونغرس على ضرورة الموافقة بشكل عاجل على تخصيص أموال إضافية لدعم الجهود الحربية الأوكرانية. وبحسب شبكة «سي إن إن» فإن بعض المسؤولين الأمريكيين يرون أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تأخر الموافقة على تخصيص تمويل إضافي لأوكرانيا، مع اقتراب مدة انقضاء العمل بقانون الموازنة المؤقتة في 17 تشرين الثاني المقبل.
وفي وقت سابق، أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض جون كيربي أن لدى إدارة بايدن تمويلاً يكفي لتلبية احتياجات أوكرانيا لمدة شهرين فقط ، بعد تبني الكونغرس خطة مؤقتة لتمويل الحكومة الفيدرالية الأمريكية لمدة 45 يوماً، لا تتضمن مساعدات لأوكرانيا.
في السياق ذاته، قال بيوتر كوسيتسكي، المعلق في مجلة «أتلانتيك» إن أوكرانيا فقدت دعم بولندا وسلوفاكيا بسبب أخطاء ارتكبتها سلطات نظام كييف.
وأضاف: شكلت عطلة نهاية الأسبوع في 30 أيلول الماضي، نقطة تحول مشؤومة في الدعم الدولي لأوكرانيا – ليس فقط في واشنطن العاصمة، بل وفي اثنتين من المؤيدين الأقوياء في أوروبا الشرقية.
وأشار الصحفي، إلى أن فوز حزب Smer بقيادة روبرت فيتسو الذي انتقد المساعدات المقدمة لأوكرانيا، في الانتخابات المبكرة للبرلمان السلوفاكي أصبح مشكلة جدية للغاية بالنسبة لسلطات كييف.
وشدد الصحفي على أن الدعم الذي تحظى به كييف من وارسو أخذ ينضب ويتلاشى.
ووفقاً له، أدت قضية الحبوب الأوكرانية، والفضيحة مع النازي الأوكراني العجوز في البرلمان الكندي، والتصريحات القاسية من فلاديمير زيلينسكي تجاه وارسو، إلى تعقيد العلاقات مع بولندا.
وقال كوسيتسكي: على ما يبدو فإن أيام التضامن الدولي مع أوكرانيا أصبحت معدودة.