الأحلام بين العلم والتفسير.. تحتاج إلى علاجات طبية في حالات الكوابيس
تشرين- إلهام عثمان:
يتأثر بعض الناس في أحلامهم عادة، والسؤال الأول الذي يراودنا عند رؤية أحدهم صباحاً مسروراً كان أم متهكماً (خير.. شو شايف بمنامك).
كيف يتعامل الأشخاص مع أحلامهم؟
للأحلام التي تراود الأشخاص ليلاً انعكاس على واقعهم في النهار، بعض الدراسات أثبتت اختلاف تأثير الأحلام من شخص لآخر، والبعض تمر عليهم مرور الكرام فلا يتأثرون فيها كثيراً، وآخرون لا يتأثرون مطلقاً، وغيرهم يتأثرون إلى درجة كبيرة، هذا في حال كانت الأحلام عادية، أما إذا كانت مزعجة وتتكرر فهناك دلالات أخرى لها تفسير منطقي في علم النفس.
قديماً:
باحثون خاضوا في هذا المجال، نذكر منهم كتاب “تفسير الأحلام لابن سيرين”، الذي يعدّ من أبرز المصادر العربية في هذا المجال، يعتقد ابن سيرين أنّ الأحلام لها دلالات تعكس الحالة النفسية والروحية للفرد، وأنها قد تحمل رسائل وإشارات حول الأمور التي يجب على الفرد التركيز عليها في حياته اليومية، لتحقيق الفائدة منها وتحسين الحالة النفسية والروحية للفرد.
الأحلام المزعجة
يحدث الحلم نتيجة نشاط الدماغ الذي يستمر طوال الوقت، وفق رؤية الاختصاصي الدكتور حسن محمد اختصاصي نفسي، حيث يعالج الدماغ المعلومات والصور والتجارب التي يتعرض لها الإنسان على مدار اليوم، وينتقل من حالة الوعي إلى حالة النوم.
اختصاصي: الأطفال الأكثر تأثراً
ويمكن أن تكون للأحلام أهمية عاطفية ونفسية، يضيف محمد؛ تعكس حالات الوعي والتفكير الخاصة بالفرد، أو مؤشر على مشاكل صحية أو نفسية؛ تحتاج إلى العلاج، وعلى الرغم من أنّ الحلم يحدث أثناء النوم، لكنه قد يؤثر في حياة الفرد وحالته العاطفية والنفسية.
أسباب الأحلام المزعجة
ولفت الاختصاصي إلى وجود أسباب عدة محتملة للأحلام المزعجة، من بينها، القلق والتوتر الشديدان اللذان يؤثران في نوعية النوم ويسببان الأحلام المزعجة والكوابيس، والصدمات النفسية المختلفة مثل فقدان شخص عزيز أو تعرض لحادث، واستخدام الأدوية كمضادات الاكتئاب، وتناول المنبهات مثل القهوة والشاي والكحول والطعام الثقيل قبل النوم، والأمراض الجسدية مثل الحمى والألم وارتفاع ضغط الدم.
الطفل أكثرنا تأثراً
وتدل الأحلام على خبرات عاشها المريض بطفولته حسب رأي الدكتور حسن، الذي أكد لـ”تشرين” أنّ أكثر الأشخاص تأثراً في الواقع هو الطفل، فإذا كانت طفولته ومراحل عمره الأولى قاسية، حزينة، سعيدة تترك بصمتها في ذاكرة الطفل، لتطفو تلك الذاكرة فيما بعد على هيئة أحلام، ولكونه الحلقة الأضعف، فهو أكثرنا تأثراً بما يمر به من خبرات، حيث تبقى تلك الخبرة مخزنة في اللاوعي، ولكن تطفو على شكل أحلام متكررة في فترات متقطعة، سواء من عنف أو تعرض إلى تحرش أو مرّ بخبرة قاسية جداً.
العلاج
وبيّن الدكتور محمد أنّ هناك طريقتين للعلاج والتعامل مع الأحلام المزعجة، أولهما العلاج الطبي، وثانيهما الطب البديل.
أما العلاجات الطبية فنوّه محمد بأنّه في حال تكرار الأحلام المزعجة، يمكن استشارة الطبيب النفسي لتحديد الأسباب الكامنة وراء الأحلام المزعجة، ووضع خطة علاجية مناسبة، أما الأدوية فيمكن استخدام بعض الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للقلق للتحكم فيها، ولكن بعد استشارة الطبيب، إضافة إلى التغييرات النمطية للحياة مثل تنظيم النوم والاستيقاظ، وتجنب تناول الطعام الثقيل وتناول المنبهات قبل النوم، والاسترخاء والتأمل مثل اليوغا والتأمل العميق للتحكم.
وهناك أيضاً حسب الدكتور محمد، طرق العلاج البديل كالعلاج بالأعشاب، والتدليك، والعلاج بالأصوات، والروائح.
وشدّد أخيراً على أنّ الأحلام في الحالات العادية لا تمثل تشخيصاً طبياً وليست علماً دقيقاً، ولا يجب الاعتماد عليها في تحديد حالة المريض أو علاجه، لذلك ينصح بزيارة الطبيب في حالة استمرار الأحلام المزعجة وتكرارها والتي تؤثر سلباً في جودة الحياة اليومية والصحة النفسية لدى المريض.