عناصر الإطفاء يرابطون على رماد الحرائق في ريف اللاذقية الشمالي للتبريد والمراقبة.. وزير الزراعة: إعداد خطة للتعامل مع المواقع المحروقة وإعادة تحريجها
تشرين- صفاء إسماعيل:
على طول خط النار الذي كان مشتعلاً على مدى ستة أيام متتالية في ريف اللاذقية الشمالي، لايزال عناصر فرق الإطفاء يرابطون عند مواقع الحرائق بعد إخمادها، ويقومون بعمليات التبريد والمراقبة، والتدخل السريع لحظة تجدد اشتعال النار في أي بؤرة.
مساحات واسعة من غابات وأحراج الريف الشمالي الذي كان واحداً من أهم نقاط الجذب للسياحة الجبلية، خاصة بلدة مشقيتا التي تتميز بالغطاء النباتي الكثيف، تحولت إلى رماد، حيث لا يرشح عن المشهد العام هناك سوى رائحة الدخان والأشجار التي ارتدت الثوب الأسود المتفحم بعد ما سلبتها النيران رداءها الأخضر.
في خطوة متأخرة، عقب سلسلة حرائق كافحت فرق الإطفاء طويلاً للسيطرة عليها، قامت لجنة الإغاثة في محافظة اللاذقية بتركيب 4 غرف مسبقة الصنع في موقع بيت حليبية لتكون مركزاً دائماً للإطفاء وحماية المواقع المحروقة من التعديات.
خطة لإعادة التحريج
أكد وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا في حديث لـ«تشرين» أنه تم التشديد على ضرورة وضع إطفائية وبلدوزر وفرقة إطفاء لأيام عدة في كل قطاع لمراقبته وتبريده والتدخل عند اشتعال أي بؤرة، إضافة إلى إعداد خطة للتعامل مع المواقع المحروقة وآلية الدخول إليها وحمايتها وإعادة تحريجها، وزراعة المواقع التي كانت مستصلحة سابقاً هذا العام.
وأكد قطنا أن حماية المواقع المحروقة من القطع والتحطيب هو أولوية، مشيراً إلى تشكيل فرق عمل لجمع البذور للبدء خلال شهري تشرين الأول والثاني بالمواقع الحراجية يدوياً عن طريق العمال وتشغيل أبناء القرى الموجودين بجوار الغابة وإيجاد فرص عمل لهم.
ونوّه قطنا بالجهود الكبيرة التي بذلتها فرق الإطفاء الموجودة في المحافظة والتي جاءت من بقية المحافظات للمؤازرة حيث أثمرت بإخماد كل بؤر النار التي كانت مشتعلة بأكثر من 20 موقعاً، مؤكداً أنه بالرغم من دخول كل الحرائق في مرحلة التبريد والمراقبة إلا أنه مازالت هناك رياح وبؤر يمكن أن تكون نواة لحريق جديد.
جارٍ تبريد النار تحت الرماد.. والوضع مستقر
أكد مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا أن الوضع اليوم في مواقع الحرائق مستقر ولا يوجد أي بؤر مشتعلة نتيجة قيام فرق الإطفاء بعمليات التبريد والمراقبة على امتداد المساحات المحروقة ومحيطها.
وإذ بيّن دوبا أن كل الآليات لاتزال موجودة حتى الساعة في مواقع الحرائق، فإنه أشار إلى أنه مع استمرار استقرار الوضع سيتم إجراء تقييم كامل للواقع نهاية اليوم، وعليه قد نبدأ بتخفيف الإمكانيات وعدد الآليات، خاصة التي جاءت للمؤازرة من خارج المحافظة.
سرعة التدخل تحول دون تجدد النيران
بدوره، بيّن مدير الدفاع المدني في اللاذقية العميد جلال داؤود لـ«تشرين» أن فرق الإطفاء لا تزال مرابطة في مواقع الحرائق وتقوم بعمليات التبريد والمراقبة والتدخل الفوري عند تجدد اشتعال النيران في أي بؤرة، مؤكداً أن النيران التي تجددت في بؤرة خلف سد برادون تم إخمادها على الفور، موضحاً أن الرياح هي العامل الأساسي وراء تجدد اشتعال النار قبل الانتهاء من عمليات التبريد والمراقبة بشكل كامل، والذي يحتاج إلى عدة أيام.
وأشار داؤود إلى أن التنظيمات الإرهابية مازالت تستهدف عناصر الإطفاء الموجودين على محور ربيعة بقذائف الهاون ورشقات الرصاص، مؤكداً أنه صباح اليوم وأثناء وجوده مع عناصر الإطفاء في أحد مواقع الحريق على محور ربيعة، تم إطلاق رشقات رصاص باتجاههم من جانب التنظيمات الإرهابية.
وبيّن داؤود أن 315 عنصراً من الدفاع المدني من اللاذقية وبقية المحافظات شاركوا في أعمال إخماد الحرائق كما تم إرسال فرق إطفاء للمؤازرة، لافتاً إلى أن عناصر الدفاع المدني يرابطون عند مواقع الحرائق بالمناوبة على أن يتوزّع 150 عنصراً في وقت واحد بين المواقع كلها.
فوج الإطفاء على جبهتين
من جهته، أكد قائد فوج إطفاء اللاذقية المقدم مهند جعفر لـ«تشرين» أن عناصر الفوج مازالوا يرابطون مع بقية فرق الإطفاء عند مواقع الحرائق للتبريد والمراقبة، وذلك بالتوازي مع استجابتهم لأي بلاغ بحدوث حريق داخل مدينة اللاذقية.