المياه.. أزمة تتفاقم!!
من طلب كأساً من المياه العذبة سهر الليالي!! هذا واقع ما نعانيه من إجهاد مائي وانقطاعات تستمر لوقت طويل، وانتظار يطول، ومعاناة مستمرة وسط موجات جفاف متتالية، والمشكلة الحقيقية أنه ليس هناك من مصادر جديدة أو بديلة، ولا حتى خطط للطوارئ في ظل تنافس على المصادر المائية بين مختلف القطاعات المستفيدة من مياه الشرب مثل القطاع الزراعي والصناعي وحتى ما يتعلق منها بالاستخدام المنزلي!!
الطلب على المياه يزداد وسط عجز مائي، وتعرض الكثير من المصادر للتلوث والضياع، وكما نسأل دائماً: ماذا عن تقييم مخاطر المياه؟ وماذا عن إدارتها وسلامتها؟ بل ما هو جديد وزارة الموارد المائية وهل تكفي البيانات والخطط دون جدوى؟!
استهداف البنى التحتية للمنشآت وسرقة التجهيزات وقلة الهطلات المطرية وتلوث العديد من المصادر المائية السطحية والجوفية زاد من المعاناة، كانت النتيجة خروج العديد من الآبار من الاستثمار وجفاف بعض الينابيع حتى بات وضعنا المائي في خطر خاصة مع تزايد نشاط الزراعات المروية وغياب الإدارة السليمة للموارد المائية، وغياب الاستخدام المستدام لها !!
التحدي المائي مشكلة قديمة جديدة لا تنتهي، وهي من أولويات مشاكلنا البيئية التي غابت عنها الحلول، حتى إننا نجهل مدى الاستفادة من المصادر المائية المتاحة، مع إمكانية البحث عن المصادر البديلة والاستفادة القصوى منها، لكوننا ببساطة نعيش زمن التحدي والصعوبات ومحدودية الموارد!!
نعلم تماماً أن قطاع الزراعة والري يستهلك النسبة الأكبر من المياه المتوافرة, لذلك يجب اتخاذ إجراءات لضمان استدامة هذا المورد الطبيعي, وإيجاد سياسات مائية هدفها زيادة الإنتاج وﺗﺤﺴﯿﻦ ﻛﻔﺎءة اﺳﺘخدام وحدة اﻟﻤياه وﺗﺮشيد اﻟﻤﯿﺎه اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺮي واﻟﻤﺤﺎفظة ﻋﻠﻰ دﯾموﻣﺔ ھﺬا اﻟﻤصدر اﻟﻨﺎدر, وزﯾﺎدة اﻟﻌﺎئد والدﺧﻞ للزراﻋﺔ اﻟﻤﺮوﯾﺔ, من خلال ﺗﺤﺴﯿﻦ إدارة واﺳﺘخدام مياه اﻟﺮي واﻟﻤﺤﺎفظة ﻋليها وتنظيم اﺳﺘﺜﻤﺎرها, واﻋﺘﻤﺎد ﺳﯿﺎﺳﺎت ﻣﺎﺋﯿﺔ تهدف إلى الحد ﻣﻦ اﺳﺘﻨﺰاف الموارد اﻟﻤﺎﺋﯿﺔ وزﯾﺎدة ﻛﻔﺎءات اﺳﺘخدام اﻟﻤياه في كل القطاعات وخاصة الزراعية منها, واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻣياه اﻟﺼﺮف اﻟﺼﺤﻲ اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ, واﺳﺘخدام اﻟﺘﻘﺎﻧﺎت اﻟحدﯾﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﺮي, وحتى ذلك الحين سنبقى نسأل عن الإستراتيجيات المائية والمصادر البديلة؟!