تصويب العملية الامتحانية
شهدت السنوات الأخيرة مع كل صدور لنتائج الثانوية العامة في فروعها المختلفة اعتراضات عديدة، كان من نتيجتها إنصاف العديد من الطلبة من قبل المعنيين في وزارة التربية، لكن اللافت للأمر ازدياد هذه الاعتراضات في كل عام عما سبقه، وهذا ما نلاحظه من خلال أعداد الطلبة الذين توجهوا إلى مديريات الامتحانات لتقديم الاعتراضات، في مختلف المحافظات، اعتقاداً منهم أن الغبن لحق بهم في هذه المادة أو تلك، وربما في أكثر من مادة، والسقف كما هو معروف في الاعتراض يكون ثلاث مواد يسمح بها للطلاب.
وإذا كنا نقدر للكوادر التربوية استنفارها في أيام العطل الرسمية لتلقي طلبات الاعتراضات، ألم يكن في الإمكان تجنب ذلك؟ أو الحد منه، أو التقليل من حصوله؟ .
يعزو الكثير من المتخصصين التربويين السبب الرئيس للوقوع في الأخطاء، التي حصلت في الأعوام المنصرمة وفي العام الحالي، إلى الضغط الذي يعاني منه العاملون في ميدان التصحيح للأوراق الامتحانية، والطلب منهم من قبل الوزارة الإسراع في العمل، وكذلك في عمليات التنتيج ما بعد عمليات التصحيح، فيتم الوقوع بالأخطاء التي تحرم العديد من الطلبة فرحة النجاح، وتدخلهم في متاهات الانتظار والاستغراب والدهشة، فهل يعقل أن طالبة مجتهدة كما يشهد لها مدرسيها تحصل على علامة الصفر في كل المواد عدا مادة التربية القومية التي حصلت فيها على علامة 25 في مدرسة المزرعة الخاصة، ليتفاجئ كل من يعرفها برسوبها.
هذه حالة من بين الحالات التي تثير الدهشة، وتبين التسرع الذي حصل في عملية التنتيج فكانت حصيلتها نتيجة كهذه أقل ما يقال عنها أنها غير منطقية، فهل يعقل لطالب في الثانوية العامة بالفرع العلمي أن يحصل على علامة الصفر في ثماني مواد، ألا يثير ذلك امتعاض الطالبة ومدرسيها، وحالة أخرى تم تناقلها حصول طالبة على علامة 612 في الرياضيات علماً أن سقف المحصلة في هذه المادة كما هو معلوم 600 علامة فقط، فكيف حصل ذلك؟ ، وغيرها من الحالات التي يقف عندها المرء حائراً.
من المؤكد أن هناك خطأ واضحاً في التنتيج نجم عن السرعة في العمل، ونأمل معالجة هذه الأخطاء كي لا تتكرر كل عام.
وإذا كنا نكبر في طلابنا في المدارس الرسمية الحكومية تفوقهم في المحصلة النهائية، من بين العلامات التامة التي حصلوا عليها بين ال 33 طالباً وطالبة، الذين نالوا شرف الحصول على العلامة الكاملة، فإن التساؤل أيضاً الذي ورد على لسان العديد من المواطنين، كيف تمكنت إحدى المدارس أن تأخذ السبق بين نظيراتها لتكون في مقدمة المدارس على صعيد الحصول على العلامة الكاملة بحصول 12 طالباً من طلابها على العلامة التامة، بغية الاستفادة من خبرة كوادرها في المستقبل.