«الجود من الموجود»
درجت تسمية الأسبوع الذي يسبق أياً من عيدي الفطر والأضحى بجمعة العيد، حيث تشتد خلالها حركة التسوق بشكل يضطر المحال التجارية للعمل المتواصل وحتى ساعات الليل المتأخر تلبيةً لضغط طلبات الناس على مستلزمات العيد، لكن حركة التسوق الخجولة التي سادت قبيل عيد الأضحى توحي بأن تلك الجمعة لم تكن على النحو المعهود.
يرجع ذلك بشكل أساسي إلى انعدام القدرة الشرائية لدى معظم الأسر، في ظل دخلها «المهدود»، مقابل الأسعار الفلكية التي تكتسح الأسواق ولمختلف احتياجات العيد، من لباس وحلويات وفاكهة وغيرها، وما فاقم حالة الركود أكثر تراجع الحوالات الواردة من الخارج، على عكس كثافتها قبل عيد الفطر الماضي، ومؤشر ذلك يبدو جلياً من مكاتب شركات الحوالات، حيث إن الحركة عندها متواضعة جداً.
ما يحدث بالتأكيد لا يسرّ أبداً، إذ إنه جعل الأهل يتحسرون من ضيق الحال وعدم تمكنهم من بث الفرحة في نفوس أطفالهم، الذين لا يتفهمون أو يتقبلون مرور العيد من دون اللباس الجديد والحلوى والألعاب.
كانت لأهل الخير مساهماتهم الطيبة بمناسبة العيد من خلال المبادرة بتقديم لباس العيد لآلاف الأطفال اليتامى بالتنسيق مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل والجمعيات الخيرية، وأولئك الأطفال لا شك في أنهم أولوية في هذا المجال والجميع يثني على المبادرة، لكن المشكلة أن أطفال الأسر الأشدّ فقراً لم يكونوا بدائرة الاهتمام.
وبما أنه لا مسارب تفضي إلى نتيجة أو حل بهذا المجال، فما على ربات المنازل إلا تدبر أمور أطفالهن من باب «الجود من الموجود»، عبر محاولة إقناعهم بارتداء لباس العيد الماضي أو تدوير اللباس القديم من الأكبر للأصغر، ولا بأس بعمل حلويات منزلية من قبيل المعمول بطحين وزيت المعونات مع القليل من حشوة التمر المطحون، على أمل أن تتغير الظروف في قادم الأعياد لعلّها تهيىء لجميع الأسر المحتاجة مخرجاً من ضيق الحال.