البطلُ الواعد حقيقةٌ حاضرة

عندما يكون البذار صالحاً ومعافى وتتوافر فيه مقومات الرعاية في بيئة مناسبة يكون الحصاد المتوقع وافراً ومميزاً ، هذه هي معادلة الطبيعة المنطقية، ويمكن إسقاطها وتعميمها على كل النشاطات المجتمعية ومنها الرياضية ،وقد يكون الجانب الرياضي هو الأكثر تمثيلاً وترجمة لهذه المعادلة لأن الجهود المبذولة في المقدمات عندما تكون صادقة وصحيحة من تدريب ورعاية ودعم للرياضة والرياضيين لابد من أن تثمر وتعطي النتائج الإيجابية والنجاح المحقق والمرجو من هذه الجهود ، وهذا ما شاهدناه ولمسناه من رياضيي ألعاب القوة في محافظة حلب خلال مشاركتهم الفعالة ومنافساتهم في بطولة العالم المقامة في ألبانيا ( درويس ) وحصولهم على مراكز جيدة ومتقدمة وإنجازات مميزة فيها كذهبية الرباع علي منذر محمد بوزن /102 /كغ بالخطف لـ( 171 )كغ مسجلاً المركز الرابع في المجموع العام وأيضاً برونزية الرباع أحمد شماع وهو أصغر المتنافسين في البطولة لتسجيله أرقاماً بالخطف /130/ وبالنتر /171 /كغ إضافة إلى ستة أرقام سورية جديدة، وكذلك الرباع البطل محمد الكاتب الذي حقق أرقاماً سورية بالخطف /128/ كغ وبالنتر /161 / كغ ، وبالعودة إلى مرحلة التأسيس والانطلاق والتدريب لهؤلاء الرياضيين الأبطال ووصولهم إلى هذه النجاحات لاشك في أن هناك من يقف وراء هذا التميز بالتشجيع والمتابعة والرعاية لمسيرتهم الرياضية ومراقبة تطور مستوياتهم الفنية ، الأمر الذي سهل عليهم قطف الثمار بالنجاح والتميز وحصد الألقاب على الساحة الرياضية العالمية ، إنه مشوار رياضي جريء بدأ بفكرة إقامة مشروع رياضي وطني خاص بالأشبال والناشئين لرياضة رفع الأثقال تتم رعايته وتبني لاعبيه بأيد وطنية سورية صادقة وتراهن على نجاحه مستقبلاً رغم مشقة الظروف وصعوبتها وصولاً إلى تبني ثقافة البطل الواعد من خلال ترجمته على أرض الواقع ابتداء من النجاحات الرياضية المحلية والانطلاق منها إلى العالمية، كما حصل مع هؤلاء الأشبال الرباعين الأبطال ، فالبدايات كانت متواضعة في الأولمبياد الوطني الأول ومن ثم بدأ التحول والتطور وصولاً إلى صدارة بطولة الجمهورية وبعدها التتويج في بطولة العرب التي أقيمت في بلدنا ومؤخراً النتائج المشرفة في بطولة العالم ، كل ذلك ضمن إطار متكامل من المحفزات المادية والمعنوية التي شملت جميع الجوانب الرياضية والتربوية والثقافية، وبذلك يكون النجاح والتميز لرياضيي هذا المشروع الوطني أصبح واقعاً ملموساً بعد أن كان مجرد فكرة قد تصادف الكثير من الصعوبات والعراقيل، ولكن الإرادة والتصميم وتكامل الجهود، كل ذلك ألبسها ثوباً من الواقعية والوطنية قادها إلى النجاح والاستمرار وصولاً للهدف المنشود، وهو تهيئة الأرضية المناسبة لإنتاج البطل الواعد الأولمبي ، نبارك لهؤلاء الرياضيين الرباعين الأبطال النجاح والتميز في هذه البطولة، ونتمنى أن يكونوا أمثولة لبقية الرياضيين السوريين، وأن يكون نجاحهم حافزاً للجميع ببذل الجهود الصادقة وصولاً إلى العالمية على خطا لاعبينا الدوليين كالبطل الأولمبي معن أسعد والبطل عهد جغيلي .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار