من قبيل الدراما

(١)

أين كان هؤلاء؟! سؤال وضعه موسم الدراما هذه السنة في الواجهة، وبكلِّ ما يحمل من حيرة، عندما تفاجأ المشاهد بممثلين، وقد أمضوا عتياً من السنين، وعندما تسنت لهم فرصة الظهور أبدعوا بكلِّ ما يليق بالمبدعين، إضافةً لتقديم وجوه كانت غائبة عن الساحة، لدرجة أن بعضها لم نعد نتذكر لها آخر دور قامت بأدائه.. وجوه مختلفة الأعمار شكّلت أكثر من مفاجأة، كظهور ممثلين في زمنهم المتأخر يضاهون المكرسين في الصف الأول، فؤاد الوكيل – أبو صالح في (الزند- ذئب العاصي)، جعل الكثيرين يتساءلون: في أي ظلٍّ كان يقبع هذا الممثل الذي تقدم به العمر من دون أن ينتبه إليه أحد، وهل هناك الكثير في تلك الظلال!!، وأين كان جابر جوخدار – قائد الدرك في (الزند) أيضاً؟!!

(٢)

من المفاجآت التي ظهرت في هذا الموسم أيضاً ممثلون أخذوا مساحتهم التي تليق بأن يكونوا من ممثلي الصف الأول: مجد فضة، طارق عبدو، إياد عيسى، نانسي خوري.. وغيرهم.. مفاجأة تؤكد أن مشهد الدراما في سورية لا خوف عليه من فراغٍ ما، سواء بالهحرة، أو الرحيل.. فثمة اطمئنان تام اليوم من أنّ المعهد العالي للفنون المسرحية يستطيع أن يمنح هذه الدراما خصوبة تبقيها «ولادة» طول الوقت..

(٣)

من ميزات دراما هذا الموسم، الصورة السينمائية التي منحت الدراما السورية هذه المشهدية الرائعة التي تقارب مجاز الشعر، ربما جاء بعض ذلك من بوابة مخرجين سينمائيين لهم باع طويل في تشكيل الصورة، وهو ما يدخل هذه الدراما في مجال الإبداع العالي، ويُخفف إلى حدٍّ بعيد من اللغو والثرثرة الطويلة التي هي ميزة الدراما التلفزيونية..

(٤)

دراما الأجزاء التي أثبتت إرباكها، وكأنها خرجت من السباق والسياق منذ بداية الموسم، وعلى رأسها: باب الحارة، وحارة القبة.. بينما ظُلم مسلسل من النوعية العالية كمقابلة مع السيّد آدم بتقديم جزئه الثاني بعد سنوات طويلة على عرض جزئه الأول..

(٥)

أثبتت دراما ما أطلق عليها «البيئة الشامية» أنها دراما فائضة على الإبداع ولا تضيف شيئاً له، فقد وقعت في المكرور من مختلف الاتجاهات: النص، الإخراج، وحتى التمثيل، ولا أدري مدى أهمية جرعة التلوين عليها هذه السنة بمناخات مسحة «إغريقية» كما في مسلسل «العربجي»!!

(6)

أخيراً.. نقطة ضعف هذه الدراما، أو خاصرتها الرخوة؛ كانت دائماً في (النص)، إذ لم يسلم نص من نصوص هذا الموسم من نقطة الضعف هذه، والتي لم يستطع الإخراج ترميمها، فكانت عشرات الفجوات، والإرباكات التي خلخلت الكثير من (الرواية البصرية)، ومن ثم يأتي (التطويل) ليكون «ثالثة الأسافي» في الخاصرة الرخوة!!

هامش:

………..

كأطفالٍ

مغرمين بالدروب؛

أبحث عنك

منذ خمسين الشوق،

عن عينين تخبئان أخضر الكلمات؛

أكتبك كعتابا

تطلعُ على بال السواقي والتلات،

وكقصيدةٍ

أحفظك عن ظهر قلب،

أخشى عليها

كطالبٍ يخافُ عقوبة الفصل

من دروس الإحساس،

وشرّ البطالة العاطفية..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار