يا دمشق ارتدي ثوبك الأبيض
ما أكبرَ الأرضَ! ما أصغَر الجرحَ.. هذا طريق الشام..
وهذا هديل الحمام ..
لا أنام.. في الليل أسمع هذا الهمس.. صوت يناديني بحنان كصوت الهديل أبحث عنه لكني لا أراه.. أنظر من نافذتي.. من النور يولد القمر والنجوم ويبدأ الليل الطويل ومن بين الأبيض تنهض دمشق كل صباح معطرة بالياسمين ومباركة بدعوات كل من يحبها وهم كثر ..
الشوارع مزدحمة والحماس يتقد، فهذا نهار جديد وهموم العيش كثيرة، كل يقصد أبواب الرزق من دروب مختلفة ..
يا دمشق اغتسلي بالثلج والبَرَد وارتدي ثوبك الأبيض النقي هكذا كنت في كل العصور مولد النهار العربي ..
بالأمس أطلق الأعداء سهام حقدهم في سمائك فكان رجالك وحماة سمائك وأرضك بالمرصاد وكان ظلمهم هباءً منثوراً ..
يقول بطل مغوار يقاتل ليحمي ترابك.. الآن جئتُ من الأحمر اللاحقِ..
اغتسلي يا دمشق بلوني لون النصر .
أفديك أيتها العيون البريئة.. أحتضنك ويسيل دمي فداء حبك.. ولي عندك وصية احتضني أحبابي.. افرشي لهم يديك.. من جبل قاسيون يبدأ اللون االبرتقالي وعند بردى ينتهي باللون الأزرق والأخضر ..
هذه الأرض الطاهرة حرام على الخونة والمجرمين وحلال على الأبطال والشرفاء..
يقول فيك الشاعر: يا أيّها المستحيل يسمونك الشامَ!
أفتحُ جرحي لتبتدئ الشمسُ.. ما اسمي؟ دمشق
وكنت وحيداً.. ومثليَ كان وحيداً هو المستحيل
أنا ساعة الصفر دقَّتْ.. فشقَّت.. خلايا الفراغ على سرج هذا الحصان المحاصر بين المياه.. أنا ساعة الصفر جئت أقول: أواجههم.. أعدُّ لهم ما استطعتُ.. وينشقُّ في جثتي قمرُ المرحلهْ وأمتشق المقصلهْ.. أقف أمامهم كالرمح.. يؤرِّخني خنجران: العدوُّ.. وطفل صغير تسمّونهُ بردى.. وسمَّيته مبتدأ ..