بهجة العيد
لم يعد للعيد بهجة كما كان سابقاً، فالمعاناة عند السوريين حاضرة في ظل الحرب الكونية التي فرضت عليهم منذ عقد ونيف من الزمن، والحصار الاقتصادي الذي فاق أي تصور، فغابت الفرحة والبهجة، التي كانت مرافقة لأيام العيد، لأن أغلب الأسر لم تستطع أن تحقق جزءاً مما اعتادت عليه قبل الحرب على سورية، من شراء الحلويات والألبسة لأطفالها، وتقديم العيدية لهم ليفرحوا بالعيد، ويشتروا ما يحلو لهم من مأكولات وألعاب وحلويات.
تغير في قاموس العديد من العائلات ذلك، لأن أسعار ما يحلمون به فاق التصور، ولم يعد في متناول إلا العائلات الميسورة، وبات شراء الحلويات لكل من استطاع إليها سبيلا، أو من خلال ما دعا إليه رئيس الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات لقيام العائلات بتصنيع الحلويات في البيوت، تخفيفاً للتكاليف والأعباء المادية، في دعوة نراها أشبه ما تكون، بنوع من التهرب من المسؤولية، التي يفترض أن يتحملها بصفته في البحث عن السبل الكفيلة للتخفيف عن المنتجين بغية تخفيض كلف الإنتاج، لتقديمها عندئذ بأسعار تكون في متناول القسم الأكبر من المواطنين، بدلاً من اقتصارها حالياً على الفئة الميسورة فقط.
لا تقف المسألة على حلويات العيد فقط، فالألبسة وخاصة ألبسة الأطفال في سباق دائم ومستمر مع الارتفاع صعوداً من دون أي حسيب ورقيب، وكذلك ألعاب الأطفال التي يحلمون أن تكون من نصيبهم في هذه الأيام، ليحتفلوا بالعيد أسوة بغيرهم من الأطفال، الذين يعيشون بهجة العيد بأجمل صورها.
لقد تأقلم أبناء الوطن مع العديد من أشكال الكوارث التي ألمت بهم، رغم فظاعتها، كما حدث مؤخراً في الزلزال الذي تسبب بخسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، وأفقدنا العديد من الأعزاء والأصدقاء والعائلات.
وهنا يأتي دور جسور المحبة والخير التي تقوم بمساعدة الآخرين والوقوف إلى جانبهم، فلنتكاتف معاً ولنعمل جاهدين مع المخلصين من أبناء الوطن والأصدقاء والأشقاء العرب لتجاوز تلك المحن، لنصل إلى مرحلة التعافي التي ننشدها، فالوطن يفرح بأبنائه، ويعول عليهم الكثير لأنهم عدة المستقبل وبهجته، ولتتضافر الجهود لتحقيق ذلك، متجاوزين حالة القنوط واليأس، وليكن الأمل والتطلع للمستقبل حافزناً للعمل والعطاء والسير على الطريق الصحيح الذي يحقق لنا الأماني وما نصبو إليه في المستقبل القريب.