في مصاف النجوم.. الدماء الشابة تحيي الدراما السورية
تشرين- ميسون شباني:
حكايا تحبس الأنفاس، دراما متنوعة وشابة تصدرت المشهد الدرامي ليس السوري فحسب بل والعربي أيضاً، متابعات عالية حققتها الدراما السورية خلال الموسم الرمضاني عبر كمّ المسلسلات المختلفة في أحداثها، ولفتت الأنظار إلى شباب كانوا نجوماً في أدوارهم، سرقوا قلوب متابعيهم في الشخصيات التي أدوها، جعلت الكثيرين يتفاءلون بالدماء الجديدة الواعدة في الدراما السورية..
بطل المواجهة
أبرز الفنانين الشباب فارس ياغي “حسن النشواتي ” في مسلسل “العربجي” والذي أحسن التقاط مفردات الشخصية، وأغناها ب”كاركتر” أجاد العزف على أوتاره، ونجح في بسط مساحة الشخصية على امتداد العمل، فهو الشهم وصاحب الكلمة القوية لا يتراجع عن مواقفه وخصم عمه الأول، ومنقذ عبدو العربجي- باسم ياخور من الإعدام، ولعل ما خدمه ملامحه الجادة التي رسمت شخصية “حسن” من ناحية الشكل والأداء الداخلي الفاعل إذ التقطه المخرج سيف سبيعي بإتقان ووظفه في خدمة المشهد الدرامي وكان بإيقاعاته المتسارعة أحد محركي أحداث العمل ..
ملامح بريئة
وتبرز أمامه دلع نادر “حسنية ” ابنة عبدو العربجي قبضاي الحارة، والتي تعمل كخادمة في منزل “درية خانوم- نادين خوري”، تمتاز حسنية بملامحها البريئة التي لامست القلب بوجودها اللطيف وقدرتها على التلون والتماهي في البنية الداخلية للشخصية عبر وجه خال من أي عملية تجميل وبملامح طبيعة كدنا أن نفقدها في الدراما.. نجحت “حسنية” بأنوثتها وطفولتها وضحكتها المحببة في جذب عين المشاهد عبر انفعالاتها غير المتكلفة ولفتت الأنظار بحيائها اللطيف والخجول وبلا تكلف مصطنع في توظيفه ببعض المشاهد، وأثبتت أنها قادرة على أن تكون بمصاف النجوم في أدوارها القادمة ..
“كاركتر” جديد
ويمر طيف “النشمي” سيزار القاضي أحد المساندين المهمين لـ”عبدو العربجي” في قضاياه فهو نصير الحق وملازمه.. كاريزما لافتة و”كاركتر” جديد اعتمده القاضي عبر شخصية النشمي التي وإن تأخر ظهورها في انطلاقة العمل إلا أنه عزز حضوره بأداء رفيع، وخرج فيه من عباءة الفنان الرزين، وقدمه بلمسة مبتكرة وببناء فني متكامل، شخص قليل الكلام ملامحه تكاد تنطق هيبة وقوة، وفعله يتحدث عنه، نقطة مهمة سجلها القاضي في رصيده الفني هذا العام ستفتح أمامه خيارات متعددة ،تتيح له تجريب مساحات أخرى تكشف عن مهارات فنية واعدة وشخصيات قادرعلى تلّبسها..
التقاط ناجح للتفاصيل
كما حقق الفنان سليمان رزق لفتة مهمة عبر دور مجدي “الشخاخ” في مسلسل “زقاق الجن”، شخصية رغم صعوبة بنائها الفني نجح رزق في تلقفها وتلّبسها، واستطاع توظيف الجانب الفكاهي له في خدمة “مجدي” رغم كمّ الإنكسارات التي يتعرض لها عبر سياق العمل، فهو يعاني حالة نفسية تبدو بصفاتها أقرب إلى التوحّد نتيجة السيطرة المحكمة التي يفرضها الجد على عائلته، ورغم كل محاولاته الخروج من عباءة الجد إلا أن محاولاته تبوء بالفشل، شخصية متعبة في بنائها السيكولوجي أخذتنا معها بإرهاصاتها ومعاناتها وعودتها في لحظات إلى رشدها جعلتنا نتعاطف معها أحياناً، استطاع رزق بذكاء أن يسيطرعلى خطوطها الدرامية ويمسك مفاتيح الشخصية بنجاحٍ ويٍرسم بصمة خاصة به في عمل مليء بالنجوم ..
تماهٍ درامي
ويبهرنا الفنان كرم شنان بشخصية “حسيسون” في مسلسل “الزند “بشكل مميز لا يشبهه أحد فيه ويقدم دوره بعفوية بالغة خالية من الأخطاء، ويتمكن من الذوبان في الشخصية بإتقان بالغ وبتماهٍ درامي أخاذ مؤكداً فكرة أن النجومية ليست بالشكل بل في الأداء والذي رسم معالم نجاحه عبر سير الأحداث وتصاعدها فهو المناصر للحق يقف مع “عاصي” ضد الظلم الذي أحاط به والمعارض القوي لأهله يسعى للزواج بمن يحب. كرم شنان أحد الوجوه الواعدة القادمة بقوة في الدراما السورية..
المثقف الثائر
ويطل طارق عبدو بعد غياب عبر شخصية “خليل” في مسلسل “الزند” الشاب المثقف الثائر في وجه الظلم والداعم لعاصي وللفلاحين الذين يرزحون تحت حكم الإقطاع، ويحاول بكل السبل الممكنة توعية الفلاحين بحقوقهم بمساعدة عاصي إلا أنه ولظروف معينة تذهب الشخصية لخط درامي آل خر مفاجئ يودي بحياته، ويكسب “خليل” بسببه تعاطف المشاهدين معه، كما استطاع عبدو بكاركتره اللطيف وشكله المحبب ولهجته المتقنة أن يحقق بصمة خاصة عبر أحداث المسلسل ..