الجفاف يتوعدنا.. الطلب على المياه وهدرها فاق الكميات المتاحة والواردة.. وخبير مائي يدفع بوصفة وقائية استدراكية
تشرين- محمد فرحة:
سيزيد الاعتماد على المياه الجوفية المتجددة خلال السنين القادمة أكثر وأكثر ما سيؤدي إلى انخفاص مستوياتها في مناطق عدة، الأمر الذي سينذر بكارثة مائية مستقبلاً ولا سيما أن ملامحها قد بدأت تلوح بالأفق وخاصة مع ما نشهده من متغيرات مناخية متسارعة في مناطق كبيرة تجعل الجفاف سيد المشهد.
فكيف هي ملامح السنين القادمة وكيف ستكون تداعياته على اقتصادنا وأمننا الغذائي والمائي ..وهل من تدابير للحد من خطورة كل ذلك؟
عن هذه الأسئلة يجيبنا الدكتور محمد منهل الزعبي المختص في الشؤون المائية والموارد الطبيعية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية فيوضح أنه كما تواجه أزمة المياه كل أجندات التنمية العربية المتعلقة بالمياه والنمو السكاني والاقتصادي، نحن في سورية جزء من هذه التنمية العربية، وانطلاقاً من الإستراتيجيات الزراعية وواقع التحولات المناخية مضافاً إليها الظروف الموضوعية كسنوات الجفاف المتتالية مترافقة بسنوات حرب وحصار على سورية أفقدتها قدرتها على اتخاذ الكثير من التدابير اللازمة لمواجهة الجفاف والأزمة المائية المرتقبة، الأمر الذي أخرج معه مساحات واسعة من الأراضي الزراعية من دائرة البحث العلمي ، وحتى الاستصلاح الزراعي ..
ويستطرد الدكتور منهل: أضف إلى ذلك تعرض الموارد المائية المتاحة لضغوطات كبيرة كماً ونوعاً. منوهاً بأن مساحة الأراضي الزراعية المروية لدينا تبلغ مليوناً و٣٥ ألف هكتار تستنزف أكبر قدر من المياه بطرق ري تقليدية في ظل غياب التقنيات الحديثة وعدم رفع كفاءة المياه..
وبالتالي سيزيد الضغط على الاعتماد على المياه الجوفية وهذا ما يسمى بالإجهاد المائي، دون أي واردات متجددة،
ما ينذر بكارثة مائية ستكون تداعياتها كبيرة على الإنتاج الزراعي الذي هو عصب الاقتصاد السوري بامتياز .
باختصار ما زال الضغط متزايداً على الموارد المائية من قبل مستعمليها وتجاهل المعنيين تأثير ذلك غير مدركين لخطورة ما قد يؤدي إليه نقص المياه من كوارث بيئية وأزمة عطش.. وأزمة غذاء وبالتالي لا بد من زيادة الوعي حول أهمية التعامل بمنهجية مع تحدي كفاءة المياه..كل ذلك كان يجب أن تأخذه الحكومات المتعاقبة من خلال إحداث مشاريع مياه جديدة في أحواضنا المائية منذ منتصف التسعينيات، وتؤكد تقارير أطلس المخاطر المائية من مؤسسة الموارد المائية العالمية، أن سورية تقع في المرتبة ٣١ عالمياً التي ستعاني من خطر الجفاف العالمي، وستشهد عجزاً مائياً مع بداية عام ٢٠٣٠.. فهل يتحرك المعنيون اليوم أفضل من الغد .. هذا هو السؤال ؟