أنت.. بالعين الثالثة

عندما يكون الهزل هو عين الجد.. ويكون على الكلام رقيب عتيد ويصير الضحك هو رقصة الجريح المتألم يكون الحل هو الهروب والقفز إلى غياهب العين الثالثة.. طبعاً ليس بقصد الانتحار ! وإنما الى عالم الكاميرات والأضواء.. حيث عالم السينما عالم يجعل الخيال ممكناً، والمتلعثم طليقَ اللسان، ومن لا يجرؤ على البوح بالمستور يظهر علناً ليشرح لنا بالصوت والصورة والموسيقا ما كنا نخشى حتى تصوره.. إنه قصة من قصص حكايات العين الثالثة تلك العين البصيرة التي تسبر الأعماق وترى فيها صورتك وعالمك على مسرح الحياة التي تغوص في الواقع لتكتشف بحسها المرهف ما لا يقال عن الفساد والخيانة والدسائس والسرقات واللعب بأرواح الأبرياء.. حيث يطالعنا البطل في الكثير من الحكايات.. أنه كان ضحية البيئة المحيطة به تعرض لظلم كبير ويعمل على حل عقده عبر تقمص أكثر من شخصية .. وعلى غير المتوقع يظهر البطل الموهوب والخارق كرمز إنساني فهو يستولي على أموال الأغنياء والفاسدين ويعطيها للفقراء ويقوم مقام القضاء ومحكمة العدل فيصحح الانحرافات على طريقته “البوليوودية”.
ويحاول مخرجو الأفلام أن يعرضوا لنا الأسباب التي دعت “الأبطال” الفاسدين إلى محاربة الفساد بالفساد..وفي مقدمتها أن الفاسدين هم من مافيا المال والمخدرات والجريمة ولهم طرقهم في إرهاب أصحاب الضمائر من الشرفاء الذين يمتلكون السلطة، أما الفاسدون الصغار فهم أشبه بالخدم المأمورين الذين ينفذون ما يطلب منهم ثم يكون مصيرهم السجن أو التضحية بعائلاتهم ومستقبلهم لإنقاذ الفاسدين.
العين الثالثة والكاميرات تدور في فلك خارج الزمان والمكان.. تحقق العدالة وتنتصر على الأشرار إلى درجة تجعل “البطل “يتحول من سارق ومخادع ومحتال الى “شرطي “يتحدى من جديد مافيا الجريمة.
ما تقوله الدراما في مواسم رمضان وغير رمضان عبر الكم الهائل من الحكايات والمسلسلات الملتحفة بالبيئة المحلية أو الإنتاج المشترك وحتى المدبلج، والتي قد تبدو من الوهلة الأولى من نسج الخيال لكن بالتدقيق قد تجد فيها عالمك وصورتك وأنها مشاهد من صميم الواقع.. لكن شاهد العيان بسبب الخوف ممّا قد ينتظره على أيدي العصابات يفضل أن يقول شهادته على طريقة الأكشن ومن خلف الشاشات ليوصل رسالة مفادها نحن نعرف الفاسدين .
فيصفق المشاهد طرباً لأنه أخيراً تخلّص من العبء الثقيل الذي يحمله.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار