شهر آذار «بيّضها».. الأمطار تحيي المزروعات وترفع مخازين السدود في الحسكة
تشرين – خليل اقطيني:
عادت الأمطار إلى الهطل فوق مختلف أنحاء محافظة الحسكة.. وذكرت رئيس شعبة المناخ في مديرية الزراعة كوثر عباس أن المحافظة شهدت ليلة أمس حتى صباح اليوم هطل أمطار متفرقة شملت جميع المناطق، مبينة أن أعلى الهطلات كانت في منطقة أم مدفع جنوب الحسكة في منطقة الاستقرار الزراعي الرابعة وبلغت 7 مم. وتراوحت كمية الهطل في بقية المناطق بين 3 و 0.5 مم.
وأوضحت عباس أن هذه الأمطار جاءت نتيجة تأثر البلاد بامتداد منخفض جوي في طبقات الجو كلها، وتوقعت أن يكون الجو غائماً جزئياً إلى غائم ماطر فوق أغلب مناطق المحافظة، وتكون الهطلات غزيرة ومصحوبة بالرعد وحبات البرد أحياناً. أما درجات الحرارة فتميل للانخفاض، والرياح شرقية في المحافظة.
وعن يوم غدٍ قالت عباس إنّ الجو سيكون غائماً جزئياً بشكل عام مع بقاء الفرصة لهطل زخات من المطر، و تكون درجات الحرارة حول معدلاتها أو أعلى بقليل.
أحيت المزروعات والمواشي
وجاءت الأمطار التي شهدتها محافظة الحسكة ليلة أمس، بعد هطلات مطرية غزيرة جداً بكميات غير مسبوقة شهدتها المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين.
وذكر مدير الزراعة المهندس علي الخلوف الجاسم أن هذه الأمطار جاءت بعد انحباس استمر شهراً ونيفاً، ترافق بارتفاع في درجات الحرارة، الأمر الذي زاد من عطش المزروعات، وأدخل الخوف والقلق إلى نفوس المزارعين من إصابة الموسم الزراعي الحالي بشقيه النباتي والحيواني ما أصاب الموسمين الماضيين من جفاف أدى إلى موت كل المحاصيل المزروعة ولاسيما البعلية منها، وتردٍّ مريع في أوضاع الثروة الحيوانية، بسبب غياب المراعي الطبيعية الخضراء، وقلة الأعلاف وغلائها.
ويضيف الجاسم : لكن شهر آذار الحالي “بيّضها” بكميات كبيرة من الأمطار، أحيت المزروعات والمواشي وأنعشت آمال المزارعين بموسم زراعي جيد، بعد أن دخل اليأس إلى نفوسهم، وخاصة إذا استمرت الأمطار بالهطل، وشهدت المحافظة أمطاراً في نيسان القادم.
مبيناً أن أمطار آذار نقلت الحالة العامة للمحاصيل المزروعة سواء المروية منها أو البعلية من ضعيفة إلى ممتازة. ولاسيما أن هذه الأمطار كانت على فترات تخللها شروق للشمس وارتفاع بدرجات الحرارة، ما أدى إلى تسارع حالة الإشطاء والاستطالة التي تمر بها المحاصيل المزروعة.
وأكد الجاسم أن الأمطار انعكست إيجاباً على المحاصيل البعلية والمروية على حدٍّ سواء، وساهمت في تخفيف تكاليف السقاية على المزارعين لكون الكميات التي هطلت تعادل 3 ريات على الأقل. كما امتد تأثير الأمطار من محاصيل الحبوب (القمح والشعير) إلى المحاصيل العطرية التي بدأت بالنمو والظهور فوق سطح الأرض.
مشدداً على أن واقع الثروة الحيوانية شهد هو الآخر تحسناً واضحاً من جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة في الأيام الماضية. وذلك نتيجة انتعاش المراعي ونمو النباتات العلفية وتوافر الأعلاف الخضراء الطبيعية، الأمر الذي حدَّ من الحاجة إلى المواد العلفية القليلة أصلاً في الأسواق ما أدى إلى ارتفاع أسعارها.
مخازين السدود مستمرة بالارتفاع
من جانبه قال مدير الموارد المائية المهندس عبد العزيز أمين: إن مخازين السدود في محافظة الحسكة تواصل ارتفاعها من جراء الأمطار الغزيرة التي مازالت تشهدها المحافظة منذ 15 يوماً.
مبيّناً أن الأمطار الغزيرة أدت إلى فيضان نهر الخابور وروافده والأودية التي تصب فيه، الأمر الذي أدى إلى زيادة مخازين المياه في سد الشهيد باسل الأسد جنوب الحسكة بمقدار 28 مليون م3. ليرتفع حجم التخزين الحالي في بحيرة السد إلى 121 مليون م3. علماً أن حجم التخزين الأعظمي للسد يبلغ 604 ملايين م3.
وأشار أمين إلى أن كمية المياه المخزنة في السدود مرشحة للزيادة في ظل استمرار هطل الأمطار على مختلف مناطق المحافظة في الأيام القادمة.
لافتاً إلى أن نهر الخابور وروافده مازالت مستمرة بالجريان ليبلغ تدفق الخابور في مدينة الحسكة حالياً 15 م3، في حين بلغ تدفق رافديه في منطقة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة الجرجب 5 م3 والزركان 1 م3. كما يبلغ تدفق نهر الجغجغ عند مدينة القامشلي شمال الحسكة 4 م3.
وأكد أمين أن استمرار هطل الأمطار بهذه الكميات الغزيرة جداً أدى إلى عودة جريان المياه في عدد من العيون والينابيع التي كانت جافة في منطقة جبل عبد العزيز جنوب غرب الحسكة ومناطق أخرى من المحافظة، إلى جانب رفع مخزون المياه الجوفية اللازمة سواء للشرب أو ري المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الواقع الاقتصادي والمعيشي لسكان المحافظة، بعد عامين من الجفاف نتيجة قلة الهاطل المطري.