التعاون العربي في الميدان الزراعي
تستضيف دمشق على مدى يومين الاجتماع الرباعي لوزراء الزراعة العرب من العراق ولبنان والأردن وسورية، لتعزيز التعاون العربي في ميدان الزراعة، كونه جسراً آخر من جسور المحبة والألفة والتعاون بين أبناء الأمة الواحدة.
وتبرز أهمية تلك الاجتماعات التي عقدت في العام المنصرم، وتستكمل في أقدم عاصمة في التاريخ، في تركيزها على التكامل الغذائي والتبادل التجاري والزراعي، وقضايا التبادل التجاري الزراعي، و العمل على تسهيل انسياب السلع الزراعية بين تلك الدول، ومناقشة القضايا الفنية الزراعية، وإمكانية تطوير التعاون الفني للقطاعات الزراعية النباتية، والإرشاد الزراعي وتبادل الكفاءات، لبناء القدرات للعاملين والفنيين في الدول المشاركة.
وتزداد أهمية تلك الاجتماعات، مع المعاناة التي فرضتها الظروف المناخية المحيطة بالمنطقة في مجال الإنتاج الزراعي، وضرورة تضافر الجهود لمزيد من التعاون، للحد من النقص الحاصل والمستمر في الموارد المائية، وكذلك العمل على مكافحة انتشار الأوبئة والجراد الصحراوي، والسعي المشترك لتشجيع الاستثمار والتبادل التجاري، وتوحيد الأجندة التجارية بين المشاركين، للحد من آثار الصدمات والأزمات على دول المنطقة، وتالياً تحقيق الأمن الغذائي من خلال التكامل بين تلك الدول، نظراً للإمكانات المتاحة لديها في تحقيق ذلك، عبر تبادل السلع والخبرات على أسس ميسرة للعمل، تحقق الفوائد المشتركة، وتعود بالمنفعة على المزارعين والعاملين في قطاع الزراعة في تلك البلدان.
الفرصة متاحة أمام الاجتماع الرباعي، ومن يمثله من وزراء الزراعة العرب والجهات الفنية المتخصصة، للبدء بشكل فعلي وعملي على أرض الواقع، بعد سلسلة الاجتماعات التي عقدت في كل من بيروت وعمان وبغداد، للإعلان من دمشق عن برنامج حقيقي يلزم الأطراف كافة بتنفيذه، ويحقق لهم الفوائد المشتركة، بغية تخفيف المعاناة التي يتحملها المزارعون من جهة، ومتطلبات الحياة التي فرضتها التغيرات المناخية في المنطقة، والتي تحتاج إلى مزيد من التعاون العربي المشترك في قطاع مهم من قطاعات الحياة، من أجل دعم المشاريع الإقليمية في هذه الدول تعزيزاً للأمن الغذائي.
ويعول على الفرق الفنية المشاركة في اللقاء الرباعي من أعضاء الوفود العمل بجدية لتعزيز أطر التعاون، لمواجهة تحديات المناخ وتدهور الأراضي، لتحسين الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي في هذه الدول.