تكريم 13 طالباً وطالبة في المسابقة الخضراء من بين 100 بحث.. عميد كلية العلوم في جامعة دمشق: ترفع قدرات طلابنا وتعمّق المعرفة العملية لهم خارج الجامعة
تشرين- أيمن فلحوط:
تعلم فن العلوم.. تعلم علم الفنون.. أبصر بأن كل شيء مرتبط بكل شيء.. ليس الطريق لمن سبق.. بل الطريق لمن صدق.. وهذا هدفنا كطلاب علم وبحث ومعرفة أكثر..
بالعبارات السابقة لخصت الفائزة بالمركز الثالث رهف محمد مصطفى سويد، ما أجمع عليه الفائزون في المسابقة الخضراء التي نظمتها كلية العلوم في جامعة دمشق بالتعاون مع شركة مصفاة دمشق للبتروكيماويات، وفقاً للاتفاقية الموقعة مع جامعة دمشق.
وخصصت المسابقة لطلاب السنة الرابعة في اختصاص الكيمياء في كلية العلوم بجامعة دمشق، وغيرها من الجامعات، لدراسة خصائص ومواصفات زيوت التزليق المعدنية، ضمن محركات الاحتراق الداخلي وتسليط الضوء على أهميته والدور الذي يمكن القيام به في عملية التدوير والاستفادة من ذلك في الحفاظ على البيئة.
ربط الجامعة بالمجتمع
عميد كلية العلوم في جامعة دمشق الدكتور حمود عرابي الذي أناب رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان في رعاية حفل تكريم الفائزين بالمسابقة، على مدرج الفيزياء في كلية العلوم، وشمل تقديم ثلاث جوائز للفائزين الأوائل، مع عشر جوائز أخرى للمقالات العلمية الأبرز من بين 100 بحث تقدم بها الطلبة، تحدث عن أهمية ربط الجامعة بالمجتمع من خلال الاتفاقية الموقعة بين جامعة دمشق وشركة مصفاة دمشق للبتروكمياويات في عام 2007 والتي تم تجديدها في حزيران العام الماضي، وأهم النقاط التي تم التركيز عليها في الاتفاقية: التعاون في البحث العلمي ما بين الطرفين، سواء المقدمة من أعضاء الهيئة التدريسية أو من طلبة الدراسات العليا، والقيام بأعمال مشتركة ما بين الطرفين، وإقامة دورات تدريبية للطلاب في كليات العلوم في الشركة، وسيؤدي ذلك لرفع قدرات طلابنا وتعميق المعرفة العملية لهم خارج الجامعة، يضاف لذلك المسابقات العلمية التي تنمي قدرات الطلاب، التي خصصت لطلاب السنة الرابعة من قسم الكيمياء، لكونهم المعنيين في المسابقة، وتحثهم على التفكير العلمي ضمن مرحلة الإجازة الجامعية، كما سيرفع من معنويات طلابنا، وسنكون معهم في كل قضاياهم.
تأمين تدريب الطلبة والباحثين
بدوره الدكتور سامر أبو عامر مدير عام شركة مصفاة دمشق للبتروكيماويات أوضح أن الشركة توخت من خلال الاتفاقية الموقعة مع جامعة دمشق أن تكون مكاناً مهماً ومفيداً لتأمين تدريب الطلبة والباحثين، وكذلك أساتذة الجامعة للاستفادة من مخابر الشركة، ولرفع الوعي البيئي، وربط العلم بميدان العمل الفعلي، والتعرف على جودة المنتجات الكيميائية والصناعية، وربط الجامعة بالمجتمع.
ونوّه أبو عامر باستمرار رعاية تلك الأبحاث الفائزة التي قدمها الطلبة من خلال إشراف الشركة على العديد من رسائل الماجستير، والطلبة في مراحلهم الأخيرة من الدراسة الجامعية، من أجل أن تكون النتائج حقيقية وواقعية وميدانية على صعيد التجارب، التي يمكن أن تجرى في مخابر جامعة دمشق وفي مخابر الشركة، ونحصل على ثمارها وأُكلها في المستقبل القريب.
معايير محددة للتقييم
وبيّن الدكتور غسان أبو شامة أن كلية العلوم عمدت إلى وضع معايير محددة لتقييم أبحاث الطلبة تركز على الناحية العلمية، ووزعت علامات التقييم على المقدمة والعرض والأسلوب العلمي الذي يتناوله الطالب في بحثه، وتألفت اللجنة من ثلاثة دكاترة؛ أنا والدكتورة باسلة إبراهيم والدكتور مظهر عبد الواحد.
وأشادت الدكتورة باسلة إبراهيم بحرص الطلبة على تقديم أبحاث جيدة، تعتمد المنهج العلمي في طريقة عرضهم للأبحاث، وأخذت تلك الأبحاث وقتاً طويلاً منّا في التقييم، قبل إعلان الجوائز.
بحث مشترك للمركز الأول
على هامش التكريم تحدث الفائزان بالمركز الأول للمسابقة الخريج أحمد الكيال، وطالب السنة الرابعة مهاب التركماني من قسم الكيمياء في جامعة دمشق، من خلال تلخيص الكيال لما قام به مع زميله بالآتي: تقاسمنا العمل، بحثَ هو عن مصادر المعلومات على الإنترنت، ثم قمت بالترجمة للمعلومات والصياغة وترتيب تلك المعلومات قبل تقديمها للمسابقة، فتحدثنا عن زيوت التزليق وتركيبها الكيميائي ونشأتها وكيف تطورت إلى وقتنا الحالي، والاختبارات التي تجرى لضبط مواصفاتها، وجودتها فلكل دولة المواصفات الخاصة بها.
كما تطرقنا للجوانب التي تتحوّل فيها الزيوت لنفايات مستهلكة تضر البيئة وكيفية التخلص منها، وركزنا على هذا الجانب البيئي المهم، من خلال إعادة التدوير لأنه جانب اقتصادي مهم، بتحويلها لمود مفيدة نعيد استخدامها مجدداً.
وعبّرت طالبة السنة الرابعة كيمياء تطبيقية رهف سويد عن فرحها الكبير للمشاركة بالمسابقة، لأنها أدخلت الفرحة لقلوب أفراد أسرتها، الذين عبّروا على لسان والدها المهندس الزراعي محمد مصطفى سويد، كما أشار لـ«تشرين» بأنه يشعر بالفخر والاعتزاز لما حققته ابنته في ميدان المسابقة.
وأضافت رهف أن سعادتها تلك، كانت أيضاً في البحث والترجمة والاطلاع على كثير من المقالات قبل إعداد بحثها عن زيوت التزليق، والمشاركة في المسابقة، وكانت تجربتها الأولى في كتابة حلقة بحث، وحاولت أن تكون منسقة ومتزنة وفق القواعد والضوابط المطلوبة.
ورأت الطالبة نعيمة فواز الرواس سنة رابعة كيمياء تطبيقية من جامعة دمشق الحائزة على جائزة المقالات في المسابقة أن تجربتها في خوض المسابقة كانت متعة لها، لدخولها ميدان البحث العلمي، ما يعني ضرورة العمل بشغف والتدقيق والتمحيص ليخرج البحث بصورة جميلة وأنيقة ويتضمن معلومات قيّمة.