إذا حدث، وسمعت عن متلازمة استوكهولم، وتبحرت أكثر في معرفة متلازمة «فان جوخ» «الفنان الذي قطع أذنه وصار عبرةً لكل من أذى نفسه» أو أنك قرأت رواية «أليس في بلاد العجائب» أو شاهدتها مسلسلاً كرتونياً، فقد صارت أيضاً أمثولة لكل من تأذت رؤيته البصريّة والحسيّة، وتعنونت منها متلازمة نفسية جديدة اسمها (أليس في بلاد العجائب).
فلا تتفاجأ أبداً إذا علمت أنك قد تكون ضحية نفسيّة في نسبة مئوية مرتفعة مقدارها ٨٠% لمن يعانون متلازمة (ميتومونيا) التي هي حالة مرضية يشعر فيها أصحابها بالوهم الآني، ويحلمون بتحصيل ثروة كبيرة وكنز، أو حقيبة مملوءة بالنقود في يوم موعود..!!
يعني… من منا لم يحلم مثلا بقريب مجهول يتصل به من البرازيل أو الأرجنتين ويرسل له حوالةً نقدية أو إشعاراً بورثٍ كبير للمرحوم ابن عم والدته المغترب أو خال أبيه ؟
من منا لم يحلم بورقة يانصيب مليونية الأصفار والأحلام ومحطمة للديون؟!
من منا، لم يصفن، ويشرد من دون سابق ثراء بخياله ويحلم بـ«شنطة» نقود من فاعل خير أو «ابن حرام» يتوب ويلقي بـ«الفلوس» من شرفة منزله أو شباك سيارته، أو يفتح «كازيته» أو خط إنتاج معمله أمام عامة الشعب وتكون فيها المحظوظ ؟؟
حتى سمكة عادل إمام والخاتم، في مسرحية «الواد سيد الشغال» يمكن أن تكون حقيقة وتحصل على الماس والياقوت من سمكة مقلية شرط أن تكون مصاباً بـ«الميتومونيا» ومحظوظاً.
وللعلم، هناك من يقتنص وهمك وحلمك الخرافيّ، ويراهن على من يعانون« الميتو مونيا» فلا تقلق منهم وسلّمهم الوعي واللاوعي من دون أيّ شروط، فلربما تكون الرابح في مسابقة تلفزيونية أو برنامج إعلاني موجه خصيصاً لمدمني الأحلام والشطط في الأوهام والركود لواقع حال ما عاد ينفع فيه إلا النرد المحظوظ لمذيع «حليوة» و«مهضوم»، أو رسالة صوتية على المحمول تخبرك بأنك الرابح الأكبر للذهب، ومعها عرض تحميل «رنة بغنية» لريم السواس على «الموبايل».. المهم أن تكون «ميتومونيا» مقداماً وهماماً شجاع القلب وخصب الخيال ومعجباً باضطرابك ومقتنعاً بأن «الميتومونيا»حلٌ وليست «مرضاً».
وصال سلوم
71 المشاركات