نحنُ نخجلُ عنكم..!؟
قال: الخجل ثلاثة أنواع : الخجل المرضيّ كأن يكون الشخص الخجول قد تعرّض لحالة مرضية معينة ناتجة عن موقف ما أو حالة تعنيف ، وهذا الخجل يمكن السيطرة عليه ومعالجته بطرق متعددة .
وهناك الخجل الذي تقع فيه إذا ارتكبت خطأ ما، وهذه حالة طبيعية قد يقع فيها أي إنسان، لأن الإنسان بطبيعة الحال خطّاء .. ويمكن له هنا الاعتذار عما بدر منه – إن كان بقصد أو من دونه .
أما الخجل الثالث وهو الأهم، فهو أن تخجل أنت عن شخص أخطأ، ولم يخجل هو .
والحقيقة هذا النوع متوفر بكثرة في المحيط الذي نعيش فيه، إذ نرى الكثير ممن يخطئون عامدين متعمّدين، وكأنهم لم يفعلوا ما يدعو إلى الخجل .
منذ يومين كنت أقف في طابور صغير لتبديل أسطوانة الغاز بعد أن بشرتني «تكامل» بها .. المهم أن امرأة جلفة ومتكبرة (نطت) فوق أسطوانات الغاز مخالفة بذلك
(قانون الطوابير ) واستلمت الأسطوانة وغادرت، كان في الطابور امرأة أخرى كانت تقف معنا .. قلنا لها: بما أنك المرأة الوحيدة معنا فيجب أن تقلدي مثيلتك، قالت حرفياً (يا عيب الشوم شيء مخجل) .. التي خالفت لم تخجل، بينما الأخرى أحست بالخجل عنها ..هذا يمكن أن يتكرر في أي طابور، ترى أصحاب العنتريات يخالفون و«يدفشون» ويتسلقون ولا يخجلون .. وقد تجد طفلاً ينتقدهم ويتعرق من شدة خجله عنهم .. في الكذب مثلاً قد يحدث هذا – قد تصادف شخصاً يقسم وهو يكذب، ويعلم أنك تعرف بكذبه ولا يخجل .. فهنا قد تتعرق من شدة الخجل على موقف لرجل يفترض أنه لا يكذب.
في هذا النوع من الخجل، لا يمكنك أن تشاهد علائم الخجل على شخص يتحدث بمعلومات كاذبة ولا أساس لها من الصحة .. في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى المنابر .. في الندوات والمحاضرات واللقاءات ..
في هذا الخجل فقط قد تضطر لإغلاق باب غرفتك، وأنت ترتجف ويحمّر وجهك وأطراف أذنيك، ويتصبب العرق من كل أنحاء جسمك، أي إنك تستر خجلك عن أولادك وعائلتك لأنك شاهدت إعلامياً (يشقشق) أكياس البصل ليبحث عن بصلة قلبها أبيض، بينما بقية خلق الله استلمت (بصلاتها) معبأة في أكياس وقسم منه أصيب بالعفن ورائحته كريهة، كأنفاس أصحاب التصريحات غير المسؤولة التي تدفعني وكل من يعلم إلى القول: إن لم تستح فافعل ما شئت .. نحن نخجل عنكم ..؟!