طلبتنا العرب.. شكراً
“رايحين نتضامن مش رايحين نتضيف” هكذا كان إصرار الطلبة العرب قبل توجههم لدمشق قلب العروبة النابض، مؤكدين على وحدة المسار والمصير، ورافعين شعار إلغاء التأشيرات وفتح الحدود وحرية التنقل، ومصرين على أن يكون التضامن مع سورية قولاً وفعلاً عملياً ومالياً أيضاً، متحملين كل مشقات السفر وتكاليفها على حسابهم الخاص، إيماناً منهم أن سورية التي كانت على الدوام إلى جانب الأخوة العرب، حري بهم أن يكونوا اليوم إلى جانبها، في الملتقى العربي الثالث التضامني الذي اختار دمشق هذا العام، ليكونوا إلى جانب طلبتها وشعبها، ومطالبين برفع العقوبات الجائرة وكسر الحصار عن سورية.
كلام من شغاف القلب سمعناه في اليوم الأول للملتقى من الطلبة العرب، يدلل على المكانة الحقيقة التي يكنونها لسورية في نفسهم وفي أفئدتهم، وسعي مباشر منهم لكسر هذا الحصار، عبر رؤى سيحاولون ترجمتها في الأيام المقبلة إلى برامج عمل، تنطلق من أن حصار سورية يعني حصارا للعرب كلهم، ولذلك يطالبون برفع الحصار عنها، لأنها قوة للعرب ورمز لهم في معركة الكفاح ضد الأنظمة الرأسمالية والإمبريالية العالمية والرجعية أينما كانت.
هذا التلاحم الذي جسده الطلبة بقدومهم لدمشق الفيحاء، يعكس الوجع الذي يشعرون به تجاه وطنهم الأكبر، الذي كان على الدوام مسانداً لقضايا الأمة، ومدافعاً عنها في خندق واحد، لا ينظر إلى الحدود على أنها حاجز، فيتخطاها ليكون إلى جانب إخوته في العروبة، وفي الخندق الأول للدفاع عن مصالح الأمة وتاريخها المجيد، والتاريخ خير شاهد على ذلك من المشرق إلى المغرب العربي، ومن المحيط إلى الخليج.
شكراً للوفد الطلابي العربي في تضامنه مع سورية، فالطلبة كانوا على الدوام في مقدمة شعوب بلادهم، في رفع راية العلم والمحبة، والدفاع عن تراب الوطن الغالي بكل السبل المتاحة أمامهم، وقدوتهم في ذلك الشباب العربي في سورية، الذين يبذلون قصارى جهدهم ليكونوا إلى جانب الوطن في المحن كافة، يدافعون عنه بكل عزيمة وإصرار، ليكون قوياً عزيزاً على الدوام، لا يهاب الصعاب التي تعترضه، يرفض السفح وتطلعاته على الدوام ليكون في القمة كما اعتاد ذلك عبر التاريخ.