«الجرف الزجاجيّ» مصطلحٌ أعرف معناه، من أيام ستي وجدي، وأيام الأبيض والأسود وأفلام هدى سلطان و«سي السيد» في المسلسلات المصرية والشامية.
يعني معجم العلاقات الدوليّة والعلوم السياسيّة في تعريفه لم يضف معلومات جديدة أو غريبة عن مفرزات محكمة الأسرة أو حلقات مسلسل باب الحارة والبيوت أسرار والحاوي والدم والنار..!!
ورواية مثل رواية الزوج متوسط الحال الذي يتفضّل على زوجته، ويعطيها كل ما في جيبه من مال، لتحقق الموازنة المستحيلة مابين فواتير وإيجار ولحمة وخضار ومواصلات، والراتب على قد الحال..!!
هي قصة شائعة ومستهلكة، وأزعم أن علماء السياسة والإدارة استفادوا من روايات نجيب محفوظ، واستلهموا من حنكة الزوج فيها وكيفية إسناده كامل المسؤولية إلى المرأة في أيام القلة والفقر والعلة، لاختراع نظرية «الجرف الزجاجي» التي تقوم على وضع المرأة في «بوز المدفع» وفي مواقع السلطة والمناصب القيادية أوقات الأزمات لتكون «الكرت المحروق»، ويضحكون فيها على ذقون الحقوقيين ومناصري المرأة والدعايات المجانية والحملات الانتخابية… كما فعل مخرجو الأفلام والمسلسلات يوم أسعدوا شريحة كبيرة من الجمهور وبطلاتهم،إذ يحققون فعل السيطرة الزجاجية على بيت الزوجية، المحفوفة مالياً بالمخاطر والويلات، لكن عندما يصبح الزوج ميسوراً، وتتحسّن ظروفه المادية، فإنه يستغني عن قيادة الزوجة وسيطرتها الاقتصادية، ويتحوّل مابين ليلة مأزومة وضحاها إلى الأرستقراطي..إلى شهريار، يأمر، وينهي، ويتكرم بتوزيع المصروف…. وهذا تحديداً يدعى مصطلح «السقف الزجاجي» وهو مصطلح معروف، وأكثر شيوعاً من«الجرف» ويشير إلى الحاجز والعراقيل التي تمنع المرأة من الوصول إلى مواقع قيادية أو التحكم بزمام الأمور.
لذلك، عزيزتي المرأة، في يوم عيدك.. افرحي، وهلّلي، وتقبّلي المباركات والمعايدات وأغاني كاظم الساهر والورود… لكن عند الترقية، أو تسليمك من قبل شهريار كامل المصروف والحوافز والديون.. «فلا تنبسطي كتير» ولاتقومي بصبّ رصاصة ورشة ملح خوفاً من الحسد والعيون، بل فكّري ملياً ، واستفتي عقلك، واعلمي بأن الإساءة والصفعات ونصب الفخوخ، ليست مقرونةً دائماً بالعنف أو الاضطهاد، لكنها يمكن أن تكون أفعالاً معسولة، شفافة ناعمة كلوح زجاج، يطلق عليها «الجرف أو السقف» في بعض العلوم..!!!