19 مدرسة افتراضية توفّر التعلّم عن بعد لطلبتنا والعرب.. سورية كانت سبّاقة في هذا النوع من التعلم قبل «كورونا»
تشرين – أيمن فلحوط:
التعليم الافتراضي.. التعليم عن بعد.. التعليم الإلكتروني.. مصطلحات نستخدمها للتعلم عبر المنصات الإلكترونية، الموجودة داخل سورية، لكن طلابها موزعون في كل أنحاء المعمورة.
التعليم الافتراضي هو دمج الطلاب السوريين خارج القطر في المدارس السورية، من خلال منصات إلكترونية تجمع الطلاب والمعلم في وقت واحد، كما تتيح الفرصة للطلاب العرب ليكونوا ضمن تلك المنصات.
التعلم عن بعد بات حاجة ضرورية، خاصة بعد الانقطاعات التي تسببت بها جائحة كورونا، وأدت لابتعاد الملايين من الطلاب عبر العالم عن التعليم، أو من خلال الحروب، أو الزلازل، التي تعوق وصولهم إلى مكان التعليم، كما أن ذوي الإعاقة لا يستطيعون الوصول إلى المدارس، لذلك باتت الحاجة إلى التعلم عن بعد، وإتاحة الفرصة لهم عن طريق التعلم الافتراضي، وهي تجربة نادرة على مستوى العالم، فكانت المدارس الافتراضية تؤدي خدمات تعليمية بشهادات معترف فيها.
سباقون في هذا النوع
سورية كانت سباقة إلى هذا النوع من التعلم قبل” كورونا” نتيجة الحرب، فبدأت منذ عام 2015 كما أشار وزير التربية الدكتور دارم طباع في تصريحات صحفية سابقة لبناء منصات تربوية تقوم بإعطاء الدروس للطلبة، وأصبح لدى المعلمين السوريين خبرة كبيرة في هذا المجال.
عدد المدارس الافتراضية في سورية الخاصة والمرخصة، وفقاً لمدير الإشراف التربوي إيناس مية ومدير التعليم في وزارة التربية عماد هزيم 19 مدرسة حتى تاريخه، وجميعها داخل سورية، وتتوزع في محافظات دمشق وريفها والسويداء والقنيطرة وحمص وحماة، وهي مرخصة وفق التعليمات التنفيذية رقم 9435832 تاريخ 18/12/2021
رسائل معبرة
في رسالتها عبر تقنية الفيديو التي تابعتها (تشرين) عبّرت الطالبة آية أيمن الهادي في الصف السادس الابتدائي المقيمة في تنزانيا عن أهمية التعلم عن بعد، مشيرة إلى أنها من بين طالبات المدرسة السورية الذكية الافتراضية، والتجربة بالنسبة لها رائعة ساعدتها في التعرف إلى أصدقاء جدد، كما سهّلت لها التواصل الفعّال مع المعلمين، فالمعلم هو أساس النجاح، نتعلم منه كيف يكون الإخلاص والتفاني في العمل.
الطلبة في الخارج دافعهم الارتباط بالوطن وبالمناهج التربوية السورية
كلماته المعبرة أكبر من عمره، فقيس الحريري 7 سنوات المقيم في تركيا، الطالب في الصف الثاني في المدرسة السورية الذكية يؤكد أنه صار لديه الأمل في الدراسة، وتحقيق حلمه في المستقبل، ويفتخر بوطنه سورية وبالمدرسة التي ينتمي لها، وبالمعلمين الموجودين فيها ويحبهم كثيراً لأنهم يتعاملون معه بلطف، ويتعبون ليكون من المتفوقين.
المنهاج السوري
وعن المنهاج الذي يتم تدريسه بيّن الرئيس التنفيذي للمدرسة السورية الذكية فيصل عامر أن المنهاج السوري هو المعتمد من الصف التحضيري حتى الثالث الثانوي بفرعيه العلمي والأدبي، ويقبل الطالب في المرحلة الدراسية المناسبة لعمره، حسب تسلسله الدراسي، بحيث تمنح الشهادات النظامية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم في سورية، والتسلسل الدراسي الذي يخوّل الطالب الانتقال من وإلى أي مدرسة داخل وخارج سورية، كما نعتمد السبر الإلكتروني للطلاب الذين ليس لديهم شهادات دراسية في السنوات السابقة، ويتم ذلك بطرق تفاعلية متطورة مع نخبة من المدرسين المدربين على المناهج المطورة وعلى طرائق التدريس الحديثة.
وطريقة الامتحان هي امتحانات أونلاين online للصفوف الانتقالية، أما امتحان الشهادة العامة ـ الأساسي والثانوي ـ فيكون حضورياً بطريقة الامتحان الكتابي التقليدي، وبإشراف وزارة التربية والتعليم داخل سورية أو خارجها، حيث تم منح المدرسة السورية الذكية الافتراضية أحقية اعتماد مراكز امتحانية خارج سورية حسب اللوائح التنفيذية الخاصة بالمدارس الافتراضية، والمنصات التعليمية موجودة في مدينة السويداء، أما مراكز النفاذ فهي في دمشق وحلب ودبي ولديها الآن آلاف الطلاب.
طرق التسجيل
أما طرق التسجيل في المدرسة فتتم بعد تقديم طلب الانتساب للمدرسة، حسب تعليمات القيد والقبول، وعند اعتماد وإرفاق الأوراق المطلوبة، يتم فتح ملف خاص بالطالب وحساب إلكتروني، ثم يرسل قسم المعلوماتية في المدرسة اسم المستخدم وكلمة المرور الخاصة بكل طالب ليدخل بعدها المنصة التعليمية، وتبلغ رسوم التسجيل السنوية 500 دولار.
خطوة متطورة
رئيس مجلس إدارة مدرسة أجيال الافتراضية المهندس سارية القاسم، رأى أن المدرسة الافتراضية خطوة متطورة ومتقدمه في مجال التعليم الرقمي، وهي حاجة ملحة تزامناً مع الثورة التكنولوجية التي يعيشها العالم أجمع، حيث باتت تستحوذ على جزء كبير جداً من حياتنا اليومية.
وعن المفارقة بين التعليم عن بعد، والتعليم الواقعي، وإيجابيات وسلبيات هذا النموذج من التعليم، بيّن القاسم أن التعليم الافتراضي يتميز بتلقي الطالب المعلومة بعيداً عن الضوضاء والتشويش، بحيث يستطيع الالتحاق بالمدرسة الافتراضية، وهو في منزله، وخاصة الفئة العمرية من الأطفال الذين لديهم الإدمان الكبير على منصات التواصل وأجهزة الحاسب، وهنا يتم استثمار هذا الإدمان، وتحويله من مادة مسلية إلى ثروة علمية ذات محتوى مفيد، بحيث يستطيع الطالب استغلال معظم وقته في مجال التعلم والتعليم.
فاعلية التعليم الإلكتروني
وعن التحقق من مدى فاعلية التعليم الإلكتروني بأنه يسير في الاتجاه الصحيح أسوة بالتعليم الواقعي، أوضح القاسم أن مدرسة أجيال سورية الذكية تقوم باستمرار من خلال المشرفين الأكاديميين المتواجدين يومياً ضمن المدرسة، بتوجيه المعلمين بالالتزام بالخطط الدرسية، ومراقبة سير العملية التدريسية، وفقاً لدليل المعلم المقرر من وزارة التربية.
«التربية»: المدارس الافتراضية تعزز قيم المواطنة والسياسة التربوية
تعزيز قيم المواطنة
بالانتقال إلى وزارة التربية بيّن كل من مديرة الإشراف التربوي إيناس مية ومدير التعليم في الوزارة عماد هزيم أن دور المدارس الافتراضية إتاحة التعليم للجميع وخاصة السوريين المقيمين خارج الوطن، يأتي من حرص الوزارة على مواكبة التطور في العالم، وتطوير القطاع التربوي وأدواته، أحدثت المدارس الافتراضية والتعليم عن بعد، فأصبحت عاملاً مساعداً لتأمين التعليم لأبنائنا الطلبة في بلاد الاغتراب، حيث تسهم في تعزيز قيم المواطنة والسياسة التربوية في سورية، ما يتيح الفرصة لهم لإنجاز تحصيلهم الدراسي وفق النظام التعليمي في سورية.
آلية المراقبة
وعلى صعيد آلية المراقبة لعمل تلك المدارس، تتولى الوزارة الإشراف على سير العملية التربوية في المؤسسات الافتراضية الخاصة، من خلال تخصيص حسابات استخدام الوزارة على المنظومة الافتراضية للمتابعة من مديريات الإشراف التربوي والتعليم والمعلوماتية.
وفيما يتعلق بالحصول على الشهادة من تلك المدارس، وهل تخوّل صاحبها للدخول إلى المعاهد والجامعات السورية العامة والخاصة، فالأمر وفقاً لمية وهزيم مرتبط بالنظام الخاص للشهادة الثانوية العامة، حيث يسمح للطلاب الذين ترشحهم المدارس الافتراضية في التقدم إلى شهادة الثانوية العامة، وكذلك الأمر بالنسبة لشهادة التعليم الأساسي.
الإشراف التربوي
وعن الإشراف التربوي على تلك المدارس أضاف كلٌّ من مية وهزيم:
أكد وزير التربية على دور مديرية التربية التابعة لها كل مدرسة افتراضية بمتابعة هذه المدارس تربوياً، بالاعتماد على المشرفين الاختصاصيين والتربويين في المديرية، وذلك لمتابعة تنفيذ الخطة الدرسية وتنفيذها وتقييم آلية التنفيذ في هذه المدارس، وفق الأهداف التربوية العامة، والخاصة بكل درس ووفق السياسة التربوية للوزارة.
وبالنسبة للمناهج المتبعة في تلك المدارس فهي المناهج الوطنية حسب مية وهزيم، والتي تدرّس في سورية مع التأكيد على الالتزام بالخطة الدرسية المعممة أصولاً، وتتم الدراسة والتدريس في تلك المدارس إلكترونياً، وتجرى الاختبارات لجميع الصفوف الانتقالية إلكترونياً.