يقال، وعلى حد زعم أحد الظرفاء على صفحات «الفيسبوك»، إن قراءة الحكم والأمثال يمكن أن تعطينا العبر والنصائح، ويمكن أن تجعلنا أشخاصاً حكماء بثلاث خطوات، وأثرياء في أربع سنوات، والحصول على زوج مطيع ومحبوب بغمزتين وليرتي ذهب أو ما يعادلهما في سوق الصرف من «ملبوس بدن» أو باقة ورد ملفوف على خصرها «رزمة مصاري وكم قطعة بسكويت»..!
والدليل الافتراضي حاضرٌ، ويمكن أن تكون قصة الراعي أنموذجاً مقبولاً، والقصة تقول: قرر الراعي وبعد «نق وسق» من زوجته بيع أحد الأغنام لصرف ثمنه على البيت والأولاد، وسمع الراعي الفهمان كلام «المدام»، ونزل إلى السوق الذي كان يترصده فيه أربعة لصوص، موزعين بالتتابع على طول الطريق ليسرقوا منه الخروف.
وحينما التقى بأولهم، ألقى عليه السلام، ورد اللص التحية واستفهم: لماذا تربط الكلب وتقوده خلفك؟
فرد عليه الراعي وبكل ثقة: «هذا ليس كلباً، هذا خروف سأبيعه في السوق»
وتركه، وأكمل طريقه سعيداً ومسروراً، وبعد مسافة قصيرة مرّ باللص الثاني الذي بادره بالسؤال نفسه « لماذا تربط هذا الكلب، وتقوده خلفك؟»
فما كان من الراعي إلا أن نظر للخروف ومن ثم للص ليقول: « هذا خروف وأنا ذاهب لأبيعه في السوق».
وصارالشكّ يجري مفعوله في قلب الراعي، فراح يمسح عيونه ويطيل النظر في الخروف.. وبينما هو مستمر في المسير التقاه اللص الثالث، وسأله السؤال نفسه، لمَ يجر الكلب خلفه؟
لكنه هذه المرة ولشدة حيرته وشكه، انصرف من دون أن يجيب، ويصحح بالقول إن ما يجره (خروف)..!!
وحينما التقى باللص الرابع، ولاقاه باستهجان وسؤال: «لماذا تربط الكلب وتقوده خلفك؟»
هنا تأكد الراعي، أنه يقود كلباً، فمن غير المعقول أن يكون الأربعة كاذبين..!!
فالتفت الراعي للص، وقال: لقد كنت في عجلة من أمري، وربطت الكلب بدل الخروف لأبيعه في السوق، ولم أتبين أنه كلب إلا الآن..وفك الراعي وثاق الخروف وأطلق سراحه، ليكون غنيمة للصوص.
القصة عادية، وربما تكون مستهلكة، لكن الفكرة في العبرة التي تركها الناشط الفيسبوكي أسفل الحكاية، والتي تقول:
يجب علينا ألا نترك قناعاتنا ومعرفتنا تحت تصرف اللصوص، ولا سيما لصوص العقول.
وأنا أعارضه تماماً، وسأنشط افتراضياً «ماحدا أحسن من حدا» وأقص، وألصق حكايته بعبرة جديدة تقول:
لتحصل على يوميات هانئة وهادئة، وتحتسي القهوة أو المتة، وتفطر «سندويشة» لبنة أو زيت وزعتر، وتنتقل «بالتاكسي» من بيتك لمكان عملك، ومطبخك عمران بالبصل، والمازوت متوفر في خزان السطح، وفحم الأركيلة «منهنه» على الغاز والكستناء على «صوبية» الفحم، يلزمك بالتأكيد «كم» لص ويا حبذا لو يكونون لصوص عقول.
وصال سلوم
71 المشاركات