مشاريع أسرية ومبادرات بنفحة الورد لمحاربة الفقر و “إنتاج” فُرص عمل للأسر المحتاجة…
تشرين-بارعة جمعة:
عُرفت بملاءمتها لكل البيئات السورية، المرتفعة منها والمنخفضة، الجبلية منها والساحلية، عدا عن كونها رمزاً من الرموز الوطنية للبلاد، وفوائدها الاقتصادية والزراعية لجهة تحقيق الاكتفاء الذاتي للأسر عامة، فكان لحضوها منزلة خاصة في قلوب السوريين، وغدت كنزاً حقيقياً يسابق النفط بالاستدامة، والذهب من حيث القيمة.
فكرة لامعة
كل ما تحتاجه للخروج بنتائج جيدة هو حسبة بسيطة لكيفية علاج المشكلة لا انتظار المعجزة، من هنا انطلق مؤسس مبادرة المشاريع التنموية الأسرية الخبير التنموي أكرم عفيف في التفكير بإيجاد حلول تنهض بواقع الأسر السورية التي عانت ويلات صعوبة تأمين أقل مستلزماتها، فكانت الوردة الدمشقية مصدر إلهام وإيحاء للعمل بها كمشروع اقتصادي يشمل كل أطياف المجتمع، الذي لا بدّ أن تتضافر جهوده لإعادة بناء البلاد من جديد.
فالأسرة اليوم تحوي كل مقومات المجتمع، والمشاريع أيضاً لكل السوريين، وما يميز المجتمع السوري من قيم خيرة وثقاقة عالية وأرض تجود لمن يعمل بها كفيلة للنهوض مجدداً، والعمل ضمن خطا مشجعة برأي عفيف، ما جعل من فكرة العمل الجماعي ضمن إطار هذه المشاريع شيئاً مجدياً، ولاسيما أنها ضمت طاقات عالية من مدربين ومعلمين ومتعلمين، اعتمدوا أسلوب التراكم المعرفي والخبرات.
محركات العمل
وما يميز هذه المشاريع هو قيامها على ركائز العمل التنظيمي بمستوياته المختلفة، والتي وفق عفيف ضمت الرسمي منها بحضور خمسة وزراء وممثلين عن بقية الحكومة، وأكاديميين ضمّوا 35 دكتوراً جامعياً، والمجتمع الأهلي والذي مثله 65 إعلامياً و20 مخترعاً و25 صناعياً و8 مديري شركات و13 موثقاً لتوثيق الحوارات، إضافة إلى مدربي تنمية بشرية.
الوردة الدمشقية في الداخل والساحل بعد الكركدية
وتقوم فكرة العمل ضمن هذه المحركات الثلاثة على طرح المشكلة ضمن مجموعة رئيسة ضمن فترة زمنية معينة، ليتم بعدها عرض النتائج لمجموعة فرعية ومن ثم توثيق الحوارات والقيام بمراسلة الجهات الحكومية فيما بعد، والتي أبدت الكثير من التجاوب ضمن مواضيع مختلفة من بينها التفاح، الذي تم علاجه بطرق صناعته والوصول لنتائج عدة أبرزها استخدامه كبديل تحلية طبيعي، عدا عن إمكانية إضافة تفل التفاح للطحين ضمن منهجية إدارة الوفرة وتحسين النوع، والتي أعطت نتائج مذهلة وفق تأكيدات الخبير التنموي أكرم عفيف، الذي أشار إلى أهمية مثل هذه المبادرات لجهة اتساعها وشموليتها أطرافاً مهمة تشكل داعماً لها مثل مصرف الإبداع والتمويل الأصغر والعديد من الجمعيات الخيرية والإنسانية، التي بدت ضمن مبادرة الوردة الدمشقية اليوم.
مبادرون ومتطوعون
وباعتبار أن لهذه النبتة حضورها القوي ضمن ثقافة المجتمع المحلي، الذي بات اليوم الأحوج لاستثمارها بطرق اقتصادية تعود بالنفع عليه، كان التوجه بعد الكركديه للوردة الدمشقية، التي حسب توصيف المهندس علي يوسف دياب وهو موزع للبذور والشتول والعُقل في مدينة مصياف وريفها تم توزيعها مجاناً وبكميات كبيرة من قبل العديد من المتطوعين، مثل الدكتور محمد شعبان وأحمد شهلة أحمد الذي قدم 1000 عُقلة.
كما أن الهدف من هذه المبادرة وفق دياب هو العمل ضمن سياسة استثمار كل شبر حول البيت أو ضمن حديقة المنزل، بحيث تعود بالنفع المادي على الأسرة بطرق عدة مثل بيع الوردة نفسها أو تجفيفها كزهورات أو تصنيعها كنوع من المربيات، أو استخدامها كنبات عطري، والذي دفع به للمشاركة بها باستلام كمية من العقل ومن ثم توزيعها على المجموعات حسب الطلب.
وتتركز عملية التوزيع لدى دياب في منطقة مصياف، إلّا أنه وحسب تأكيداته لـ”تشرين” تم الاتفاق مع مشتل الوردة الشامية في معرين على زيادة الكمية عدة أضعاف للسنة القادمة، فالمبادرة جيدة لكل من يملك حديقة منزل، لاحتوائها على فوائد كثيرة، وقدرة بتحقيق الاكتفاء الذاتي للعائلات.
تنمية شاملة
تتركز أهمية هذه المبادرة بقدرتها على توسيع دائرة العمل ورفد الأسر الفقيرة والمناطق الهامشية بأفكار إنتاجية، لكون هذه النبتة قادرة على تحقيق الاكتفاء من منتجاتها القابلة للتخزين والتسويق، حيث من الممكن قطف نتائجها بحالة الأزرار قبل تفتحها لاستخدامها ضمن صيدلية المنزل، وضمن صناعات لبيعها بشكل فردي أو تعاوني، وفق تقديرات منسق مبادرة الوردة الدمشقية الدكتور محمد الشبعاني الذي بيّن في تصريحه لـ “تشرين” قدرة هذه المبادرة على توفير منتج محلي متعدد الاستعمالات والاستهلاك والتأكيد على جعله ضمن الموروث الشعبي للأسر السورية.
عفيف: المبادرة تكبر وتتعمق في المجتمع المحلي
وتأتي المبادرة اليوم عقب إطلاق مساعٍ مؤسسها الخبير التنموي أكرم عفيف والتي حسب تأكيدات الشبعاني لاقت آذاناً مصغية من خلال خبراء الزراعة والتنمية الريفية، لتنمية وتطوير الفكر التنموي، انطلاقاً من مبدأ “لا تعطيني سمكة، بل علمني كيف اصطاد”، للخروج من دائرة البطالة المقنعة التي تفاقمت وسط الحصار والعقوبات، والوصول لمصادر دخل للريف وفكر خلاق يمكن تطويره لترجمة مقولة:”نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع”.
الشبعاني: هدفنا إنقاذ المجتمع والنتائج جيدة بنسبة 80%
كما تتزامن هذه المبادرة برأي الشبعاني مع وجود دراسة من لجنة فنية، لمعرفة مدى توافق زراعة هذه النبتة مع خطط وزارة الزراعة، وذلك بالتنسيق مع إدارة المجموعات وبالتعاون مع اتحاد غرف الزراعة ووزير الزراعة واتحاد الفلاحين والفعاليات المساهمة بها، فالهدف اليوم هو إنقاذ المجتمع من ظروفه الصعبة، والوصول لمرحلة الإبداع والتطور بمشاريع تنموية، وتحريك التنمية بموضوع الإنتاج الحيواني، كما أن النتائج مبشرة وقاربت الـ 80% من نسبة النجاح، والتي تعد وفق رأي منسق المبادرة الدكتور محمد الشبعاني جيدة من قبل مواطن عادي يتابع باهتمام لإتمام العملية، آملاً نجاحها للوصول للإنتاج والتسويق لمنتجات وصناعات محلية بما فيها الزيت، لتبقى الآمال مستقبلاً في تطوير الفكرة لتوزيع شتلات صيفية للموسم الصيفي القادم.