عنوانها المحبةُ والألفة مبادراتُ الفنانين لمصابٍ جلل كتعويذةٍ لاندمال الجرح السوري
تشرين-ميسون شباني:
لاهدف.. لاشهرة.. لاتريند، وإنما العمل بصمت.. فالإنسانية فاضت لدى كلّ من حمل الدم السوري عندما هبّ كلُّ السوريين لنجدة المتضررين من الزلزال، كارثة بثوانيها القليلة قلبت الحال، وأعادت تحصين الشعب السوري بسياج الدم والقلب في تحمّل المأساة، فسارع معظم الفنانين بإطلاق صرخات عبر صفحات التواصل الاجتماعي بضرورة رفع الحصار عن بلدهم إضافة إلى نزولهم إلى ميدان الإغاثة، وجميعهم آثروا العمل بصمت في التخفيف من آثار الزلزال المدمر.. مبادرات كثيرة عنوانها المحبة والألفة يداً بيد وبقلب واحد.. نعم هي التيمة التي ميزتنا نحن السوريين وهي تعويذة اندمال الجرح الغائر.
بالعمل الصادق
فها هو المخرج زهير قنوع يؤكد في بيان عبر صفحته أن الجميع مسؤولون أمام الله عن أفعالهم، وله وحده الحكم الحق، وأضاف يا رب بارك قلوب الجميع بالحب فهو خشبة الخلاص الوحيدة، يا رب ارحم سورية، فالحال قبل الكارثة (كارثي).. وتوجه قنوع بالشكر لكل من قدم المساعدة لشعبنا العظيم الشامخ في مصيبته الكبيرة قائلاً: شكراً لكل أجنبي أو عربي قدّم أي نوع من أنواع الدعم للسوريين المكلومين، شكراً لكل السوريين من كل أطيافهم أينما كانوا على كل الجهود والأموال والتبرعات والمشاعر التي قدموها ويقدمونها وسيقدمونها، هو واجبهم طبعاً لكنه واجب يُشكر عليه في زمننا البشع، ولايصح ولايليق في هذا المقام الحديث عن نيات سيئة أو نفعية أو استعراضية في فعل الخير ، هذا حديث فتنة وأمر مستغرب ولامعنى له، فلا تعيروه اهتماماً، فما يُحدث الفرق فقط؛ هو تدفق الخير لأطول مدة ممكنة، لعلنا نستطيع تخفيف وطأة الألم المقيم، كما أن الاتهامات والحديث عن التسييس والسياسة ولوم الآخرين في كارثة كهذه، هو كذلك حديث هدام في غير مكانه، وهو حديث (استعراضي) حقاً .!! وأشار في ختام بيانه إلى أنه بالعمل الصادق فقط نستطيع الصمود .
المحبة فقط
كما استمرت كلٌّ من الفنانتين شكران مرتجى وجمانة مراد بتقديم المساعدات لأهلنا المتضررين في المحافظات المنكوبة، ونشرت الفنانة مرتجى فيديو بسيطاً.. الهدف منه إلقاء الضوء فقط على مايقومون به على أرض الواقع، وقالت: مهما كان فهو بالنسبة لنا قليل، ومن تشاهدونهم في الفيديو هم المتطوعون الشباب والصبايا الذين يقومون بفرز مايصلهم من مساعدات من محافظة دمشق وتحميلها بسيارات النقل للمحافظات المتضررة كلها عبر جمعية (حفظ النعمة)، وقالت الهدف فقط هو المحبة.
دعوة إلى الحب
من جهتها، قالت الفنانة تولين البكري لـ«تشرين » : اليوم تفاءلت، وشعرت بكمّ الحنان والدفء الذي يكنّه السوريون لبعضهم ، وقالت أتوجه بالشكر لكل شخص ساهم في دعم أسر ضحايا الزلزال في سورية ولو بأشياء بسيطة، فالعبرة بالمواقف التي تظهر كمّ المحبة والتعاضد والوقوف مع بعضنا للتخفيف من آثار هذا المصاب الجلل، وتقدمت البكري بالشكر لأعضاء جمعية «عقمها»الذين لم يتوقفوا لحظة عن تأمين وتقديم المساعدات التي تصل إليهم لأهالي المحافظات المتضررة، ووجهت الفنانة البكري كلمة عبر فيديو بثته على صفحتها دعوة لكلّ السوريين عنونته بدعوة من القلب لكل السوريين، قالت فيه إن المحبة التي كانت عندهم رأيناها تظهر واضحة في قلب هذا الحدث الجلل، فالمأساة جمعتنا، وأتمنى أن نبقى بهذا الكم من اللهفة والتعاضد والمحبة والله يحمي هذا البلد.
كلنا مع بعض
من جهته، أعلن الفنان مصطفى الخاني عن نتائج المبادرة التي أطلقها في تأمين منازل للأشخاص المتضررين من الزلازل، وبث عبر فيديو خاص من محافظة حماة من أمام المنازل التي طالها التدمير قال فيه: أود أن أعلن أن جميع العوائل التي تهدّم بيتها أثناء الزلزال في حماة تمّ تأمين شقق سكنية لهم كإيجار لمدة سنة وبعضهم تم توقيع عقدهم وسيتم خلال أيام تسليم الشقق، وأؤكد على العائلات التي تهدم بيتها خلال الزلزال، لأن هناك عائلات تشققت بيوتها، وحالياً خرجوا منها بطلب من البلدية حفاظاً على سلامتهم، وحتى هؤلاء تم تأمين قسم كبير منهم، ولكن البلدية مستمرة يومياً بالكشف على بقية البيوت، وكنت أتمنى أن تكون هناك إمكانية لتأمين سكن لجميع المتضررين في بقية المحافظات، ولكن من دون شك أهل الخير هناك لن يقصروا، وكلنا مع بعض سنتجاوز هذه المحنة بإذن الله.
بلد متحضّر
بدورها قالت الفنانة نادين سلامة: كلّ الكلمات في قلوبنا، كلّ الغصّات والدموع والمشاعرلن تغيّر شيئاً من هذا الحزن لهذا المصاب الجلل، ولكن الأمل بالسوريين الذين أظهروا هذا الكّم الكبير من الحب واللهفة، ووجهت الفنانة نادين تحية إلى شباب الوطن الأبطال، لكل الفرق المتطوعة، وكل المبادرات الوطنية في كل أنحاء سورية.. وقالت سلامة في بيان سابق نشرته عبر صفحتها: على مدى السنوات الـ 12 الماضية، يعيش الشعب السوري تحت وطأة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الغربية، واليوم نتوقع من المجتمع الدولي أن يرفع عقوباته عن الشعب السوري البريء، وأن ينقذه من الظلم والمعاناة التي لا تنتهي.. نحن بحاجة إلى مركبات ومعدات لإزالة الأنقاض، وعربات الإطفاء وسيارات الإسعاف.. نحن لسنا شعباً بربرياً، نحن من بلد متحضر قدّم للبشرية الكثير، لكن عقوباتكم التي تتعارض مع القانون الدولي، ومع مبادئ الإنسانية، كانت سبباً بإيقاف عجلة التنمية، إنها تمنعنا من إعادة إعمار بلادنا بعد الحرب، عاقبتم الناس وأجبرتموهم على الهجرة.
إحداث الفرق
وانطلاقاً من الواجب الإنساني لأهلنا المتضررين في سورية، ولأن إعادة الأمور الى قواعدها سالمة تحتاج الى شهور طويلة أطلقت (شركة الصباح) حملة بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري وفي بيان لصادق الصبّاح قال: بعيداً عن ذكر الأرقام والتبرعات أدعو كل شركات الإنتاج والنجوم والفنانين، وكل من هم خلف الكاميرا وكل من يعمل في الشركة أن ينضموا للحملة، ولاتخجلوا من إعطاء القليل فالحرمان أقل منه.. يداً بيد إلى جانب أحبابنا في سورية، وسنكون قادرين على إحداث الفرق.