نقطة الضوء

“نبحث دائماً في قلب المشاكل القاسية عن نقطة الضوء”.. مرت أيام عصيبة على الشعب السوري.. لكن الدروس التي نتعلمها في أيام الشدة هي التي تنير لنا الدروب.. فمنذ اليوم الأول كان الرئيس بشار الأسد يترأس الاجتماع الطارئ في مجلس الوزراء فكان في مقدمة من وضعوا الخطوط العريضة للعمل على الأرض فكانت الخطة الحكومية للاستجابة الأولية الطارئة التي انطلقت بها الدولة والمجتمع وما لبث السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد من الانتقال ميدانياً ومن مدينتي حلب واللاذقية لإعلان الاستجابة المنظمة لمعالجة تداعيات وآثار الزلزال.
العالم يشهد أن سورية بكل أطيافها ومناطقها باتت قلباً واحداً أمام الكارثة التي أصابتها في زمن صعب تمارس فيه أمريكا والغرب أبشع أنواع الظلم والتسلط والحصار وفرض العقوبات على شعب حرٍّ كريم شريف يأبى الظلم والغطرسة..فالإدارة الأمريكيّة التي تدعي أنها أصدرت قراراً صورياً بتجميد العقوبات لمدة 180 يوماً لم تنجح في تجميل وجهها المتوحش الذي عرفته الشعوب العربية في سورية والعراق وفلسطين والسودان ..ثم تدعي وهي التي تسرق ثروات السوريين من النفط والغاز والغذاء أنها رصدت 85 مِليون دولار لمُساعدة الضّحايا الأتراك والسوريين..! لم تخجل من هذا الإعلان وهذا المبلغ مِن “الدّولة ” التي تدعي أنها الأغنى والأعظم في العالم، وهولا يُقارن مُطلقًا باعتِراف دونالد ترامب برصد 90 مِليار دولار لتدمير سورية.. وكان الرد السوري صارخاً عالياً واضحاً، فكل الشعب السوري على قلب قائده السيد الرئيس بشار الأسد.. والمساعدات الشعبية والمساعدات الدولية من الدول الأحرار لم تنتظر إذناً أو سماحاً..
ومن حلب واللاذقية.. كانت لقاءات السيد الرئيس وزوجته السيدة أسماء الأسد مع طواقم الإغاثة والمصابين والمتضررين ومع الحملات الشعبية وكل أعضاء غرف العمليات التي تضم الجهات الحكومية والمنظمات والجمعيات الأهلية والفعاليات التجارية والصناعية القائمة على إدارة ملف الإغاثة في المناطق المنكوبة المتضررة من الزلزال.
بعد ستة أيام من الزلزال تتغير البوصلة ويأخذ العمل الإغاثي منحى جديداً باتجاه توصيف الواقع الراهن وتقييم الأبنية التي تهدمت بشكل مباشر وعدد الضحايا الذي نتج عن هذا الدمار، والآلية القادمة التي تم وضعها تتضمن إزالة الأنقاض وانتشال الضحايا والمصابين، أو لجهة الاستجابة الطارئة من أجل توفير مواد إغاثية للأهالي المتواجدين في مراكز الإيواء.
ويقع جانب هم من العمل الإغاثي على الجمعيات الأهلية وفرق التطوع من خلال القيام بجرد ميداني سريع ومباشر لوضع قوائم بالأهالي الذين يحتاجون إلى إغاثة وتقسيم المدن المنكوبة إلى قطاعات من أجل تسهيل العمل، وصولاً الى وضع قاعدة واحدة للبيانات من أجل تحديد الفئة المستهدفة وتصنيف الأشخاص بين المتضررين بشكل كلي أو جزئي وبالتالي تحديد الاحتياجات، إضافة إلى التنسيق مع الجهات الهندسية لتقييم واقع الأبنية.
اليوم ما أظهره السوريون من محبة وتعاضد سيكون نقطة قوة تستند عليها خطط الإغاثة جنباً إلى جنب مع العمل الحكومي والذي سيمثل الفرق في إنجاح هذا التعاون والدعم بما يساعد في تأمين الاحتياجات الأولوية للمتضررين.
اليوم إعادة إعمار المدن المنكوبة من الزلزال أو من الحرب تحتاج أن تكون مبنية على أسس تنموية ومشاريع تخدم الأهالي في تلك المدن.
وكما أوضح السيد الرئيس الأسد في تصريحاته خلال جولاته ولقاءاته لافتاً إلى أهمية التفكير بشكل منهجي كي يكون لدينا خلال الأيام المقبلة خطة بالمشاريع التي يمكن أن تساعد المدن المنكوبة على النهوض بعد كارثة الزلزال، واستغلال خطط التعافي من الكارثة لوضع رؤى تنموية تخدم المدن من دون التوقف عند آثار الكارثة فقط، مؤكداً أهمية وضع جدول زمني مع تحديد مسؤولية ومهمة كل جهة بدقة.
السيدة أسماء الأسد خلال الجولة التي قامت بها مع الرئيس الأسد على عدد من المناطق لمست التعاضد والتكافل بين الأهالي، ورأت أن السوريين أصبحت لديهم خبرة كبيرة في التعامل مع الأزمات بعد 12 سنة من الحرب القاسية، لذا فإنهم قادرون على التعامل مع كارثة الزلزال ومعالجة تداعياتها.
اليوم سورية تخلع ثوب الحزن وتعلن المباشرة بالعمل والتخطيط من أجل مدن معافاة..ونقول بصوت واحد .. حيّ على العمل.. حيّ على الأمل.. تلك هي الوطنية، وهذه هي البطولة.. تلك هي سورية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار