السوريون في أزمة ؟!

اليوم لم يكن كسابقه..البلاد في حالة أزمة..تتربع عرش سلم الأزمات التي تعانيها البلاد والعباد.. وكعادته كان الأسبق في مواجهة الصعاب..لم يخرج الناس بعد من الصدمة.. قائد الوطن يترأس اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء يناقش بالتفاصيل أضرار الزلزال الذي ضرب البلاد والإجراءات اللازمة.
استنفار كل الوزارات والكوادر والمؤسسات في جميع المحافظات لتقديم المساعدة للأهالي المتضررين من الزلزال وتأمين مأوى وتقديم جلسات توعية ودعم نفسي لهم وتشجيع المبادرات المجتمعية والتطوعية في هذا المجال.
البلاد في أزمة، فهل يتفرج الأخ على بلاء أخيه من دون أن يتحرك له جفن.. يا خجل اللغة العربية من الضاد والناطقين بها..إذا لم تكن إغاثة الملهوفين ..
البلاد في أزمة وأضيفت إليها أزمة الجغرافيا الطبيعية.. وأدعياء الإنسانية يقدمون للجارة كلَّ عونٍ مادي ومعنوي وكأننا نحن في مأمن ومنأى عن الكارثة التي حلّت ببلدنا، فأين الأشقاء من تضميد الجراح؟!
وماذا عني وعنك.. كل يستطيع أن يقدم ولو القليل..اليوم الكل منوط به التعاضد مع كل المحافظات.. مع حيّه وجيرانه وأهله ومواطنيه ..نتقاسم رغيف الخبز.. ونمسح دموع من فقد حبيباً وغالياً.. من فقد بيته.. من وجد عائلته في العراء ..
اليوم.. يتحمل رجال الأعمال وغرف الصناعة والتجارة مسؤوليتهم الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية بتقديم المساعدة وترميم الأضرار..الكل مدعو لتقديم ما يستطيع.. الأوضاع يعرفها الجميع القاصي والداني.. وفتح القلوب مطلوب قبل فتح الأبواب.. وفتح الجيوب..هو البرهان .
وكأنه حلم.. كان الصباح لم يأتِ بعد..حين بدأ السرير يهتز والأبواب تفتح وتغلق.. في البداية لم أستوعب ماذا يحدث..ثوانٍ وأدركت أنه زلزال..
من أين جاءت الزلزلة ؟! فجأة..الأرض المستقرة تتحرك..القاطنون في الطوابق العالية شعروا بالأبنية تتمايل لا يوجد الكثير من الوقت ..الناس بدؤوا بترك منازلهم والهرب منها وتفضيل العراء عليها.. ثوانٍ قليلة وتتسارع الأخبار.. يهلك العشرات، تدمر البيوت التي صمدت في وجه الحرب وبقيت على شعرة.. كلٌ مشغول بنفسه وعائلته.. يبحث عن النجاة، يهيم على وجهه لا يلوي على شيء، لا فرق بين غني وفقير.. كبير وصغير.. صاحب شركة أو صاحب بسطة.. التقنيات والتكنولوجيا عاجزة.. كيف تغير المشهد في ثوانٍ وليس في دقائق ..كيف لم يستطيعوا أن يصمدوا أمَامها ثواني معدودة..كيف لو استمرت دقائق..السوريون وقت الأزمات قلب واحد وبيت واحد..ولقمة أقسمها بين أولادي وأولادك …

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار