أكثر من 90% من المهجرين لديهم رغبة في العودة إلى مناطقهم.. أحدث ملامح الهجرة الداخلية تحت مرصد رسمي
تشرين-يسرى ديب:
قدم تقرير حالة السكان 2020 عرضاً تفصيلياً عن واقع الهجرة والمهجرين من سورية، وأشار التقرير إلى أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية كانت هي العامل الأساس في تحديد رغبة الأسر بالعودة إلى أماكن نزوحهم، وأن الغالبية تفكر وترغب في العودة.
حيث جاء في التقرير أن المعطيات التي وفرها المسح الديموغرافي 2018 حول التوجهات المستقبلية للنازحين تشير إلى أن 90.6% من الأسر المهجرة لديها رغبة بالعودة إلى مناطق إقامتها السابقة وكانت الأعلى لدى سكان الرقة وريف دمشق.
وجاء في تقرير حالة السكان أيضاً أن 9.4% من الأسر عبّروا عن رغبتهم في الاستقرار بأماكن إقامتهم الجديدة وخاصة للمهجرين إلى محافظات اللاذقية وطرطوس.
وذكر التقرير أن ذلك قد يعود إلى الدمار الكبير في أماكن إقامتهم الأصلية والاستقطاب الحاد في المناطق التي أتوا منها إضافة إلى إمكانية توفير مكان
النزوح للبيئة الثقافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية الموائمة لهم.
وأشار التقرير إلى ارتباط ميل السكان المهجرين نحو الاستقرار في المناطق التي نزحوا إليها، أو العودة إلى أماكن إقامتهم المعتادة الفورية أو بعد انتهاء الأزمة بالعديد من المحددات، وما تؤكده معطيات دراسة مظاهر وعوامل الاستقرار للسكان المهجرين أبرزها الواقع الأمني والأمان في منطقة الإقامة، كذلك الواقع المعيشي للأسر النازحة في المجتمعات المضيفة وظروف حياتهم وسكنهم وعملهم ووصولهم إلى الخدمات التعليمية والصحية، إضافة إلى طبيعة وشكل تعامل المجتمع المستقبل “المضيف” معهم وتعاملهم معه ومدى اندماجهم أو تأقلمهم فيه..
المواقف الاجتماعية
فقد شكل تأثير عامل المواقف الاجتماعية والعامة 46.8% من ميل الأسر المهجرة للبقاء في أماكن نزوحهم الحالية، وفقاً لهذا المؤشر ما يعني أن هؤلاء اندمجوا إلى حدّ بعيد في المجتمعات والمناطق المضيفة لهم.
صعوبات الإقامة
بالمقابل جاءت ظروف السكن وصعوبات الإقامة في مقدمة الأسباب التي تجعل 37.5% من الأسر المهجرة أقل ميلاً للاستقرار في مناطق الإقامة الحالية، في حين كان لعامل مستوى المعيشة تأثير مختلف، إذ بقيت نسبة 36.3% من الأسر ضمن فئة متوسطة الميل نحو الاستقرار، وعدم البت بالموضوع، وبفعل تقارب مستوى الخدمات العامة، سواء من ناحية الجودة أو السوء في المناطق المهاجر منها وإليها.
ارتفاع نسبة الزواج المبكر لتصل إلى نحو 23% في العام 2018
فقد تركزت النسبة العظمى من الأسر (98.8)% وفقاً لهذا العامل حول الفئة
متوسطة الميل نحو الاستقرار في منطقة النزوح، أي أولئك الذين لم يقرروا بعد بشكل نهائي مسألة العودة أو الاستقرار.
متفرقات
• تشير التقديرات المتوافرة خلال الفترة (2011-2019 ) إلى أن “ظاهرة” الزواج المبكر بدأت تطل برأسها من جديد، لتصبح إحدى أخطر استراتيجيات التأقلم السلبية التي لجأت إليها بعض الأسر، حيث ارتفعت نسبة الزواج المبكر لتصل إلى نحو 23% في العام 2018.
نسبة انتشار ظاهرة سوء التغذية المزمن (التقزم) بين الأطفال دون سن الخامسة نحو 12.6%
• ارتفاع معدلات البطالة لبعض الاختصاصات، وخاصة من حملة شهادات العلوم الإنسانية، حيث تراوحت وسطياً بما يزيد على 40% خلال السنوات العشر الأخيرة من مجموع الخريجين في الجامعات الحكومية.
بلغت نسبة انتشار ظاهرة سوء التغذية المزمن (التقزم) بين الأطفال دون سن الخامسة نحو 12.6%.
* سجلت محافظة القنيطرة أعلى معدل للبطالة 43 % في المتوسط خلال الفترة 2011-2019 ،بعد أن كان13.8% في المتوسط خلال الفترة 2002-2010، وبذلك بلغ معدل التغير في معدل البطالة 212 %بين الفترتين.
* وسجلت محافظة درعا ثاني أعلى معدل للبطالة 41 % في المتوسط خلال الفترة 2011-2019، بعد أن كانت 7.9 % في المتوسط خلال الفترة 2002-2010
وسجل حضر حلب أدنى معدل للبطالة 2.26 %في المتوسط خلال الفترة 2011- 2019 .
*سجلت محافظة ريف دمشق أعلى معدل تغير في البطالة بلغ 46.8 %بين الفترتين، بينما سجلت محافظة طرطوس أدنى معدل تغير في معدل البطالة 58 %بين الفترتين على الرغم من ارتفاع حجم البطالة نسبياً في هذه المحافظة وللفترتين.