“تحويل التعليم ضرورة ملحّة لمستقبلنا المشترك” في يومها الثاني

تشرين- أيمن فلحوط:
أشاد عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب التربية والطلائع المركزي اللواء ياسر الشوفي، خلال حضوره في اليوم الثاني للورشة الوطنية، التي تقيمها وزارة التربية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومنظمة الآغا خان بعنوان تحويل التعليم ضرورة ملحة لمستقبلنا المشترك، بالدور الذي تقوم به وزارة التربية في مجال الانتقال من التلقين إلى المعرفة والواقع، استناداً إلى منهجية واقعية.

الشوفي: بناء جيل مؤمن بقدسية التراب السوري

وأضاف إن المشاركين في الورشة هم كوكبة من أبناء الوطن الذين يحملون شعلة الوطن والمعرفة، ليكونوا منارة العلم والتقدم، معرباً عن أمله في وضع أسس ومنهجية علم وعمل، وأن يأخذ التربويون على عاتقهم تنفيذ هذا المنهج بالتعاون بين وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، لافتاً إلى أهمية ربط الكلمة بالواقع للوصول إلى نتائج جيدة.
تسخير الثورة الرقمية
وقدم مدير المعلوماتية في وزارة التربية الدكتور ياسر نوح دراسة بعنوان تسخير الثورة الرقمية لصالح التعليم العام تناول فيها مراحل تقدمها، وطرائق التعليم، ووظيفة التكنولوجيا الرقمية في عملية التعلم والتعليم، ودور المؤسسات التربوية في اعتمادها، وتوظيفها في خدمة القطاع التربوي، ودور التكنولوجيا الرقمية في ترشيد موارد القطاع التربوي.
وناقش المشاركون بعد نهاية العرض، محاور حول: كيف نصنع مدرسة ذكية خضراء، وجامعة ذكية خضراء، التعليم الافتراضي والتعلم عن بعد وآليته، سواء في المدارس أم في الجامعات، استخدام الذكاء الصنعي في التربية والتعليم، دور المناهج التفاعلية في المدارس والجامعات في تعزيز المحتوى الرقمي وأهميته في التعليم، التعليم والاستثمار في العالم الرقمي، النمذجة في التعليم العام والمهني والجامعي، نظم الاختبارات الرقمية في التعليم، تعديل السلوك في ظل الثورة الرقمية، الإعلام التربوي ونشر ثقافة التعلم الرقمي.

الاستثمار في التعليم
في حين استعرض الدكتور عبد الحكيم الحماد دراسة حول الاستثمار أكثر إنصافاً وكفاءة في التعليم، تناول فيها الاتجاهات العالمية للتمويل و الإنفاق التعليمي، فالاستثمار في التعليم ينبغي أن يصل إلى الذين تم استبعادهم من التعليم الجيد، وأن يكون منصفاً جغرافياً على مستوى الريف والمدينة، وكذلك اجتماعيا واقتصادياً، مع ضمان وصول الفتيات والنساء إلى التعليم الجيد في الأماكن المختلفة في البلاد، ومتاحاً للمتعلمين من ذوي الإعاقة ، وألا يترك مجتمعاً خلف الركب لا يواكب التعليم الجيد، فالاستثمار الأكثر كفاءة في التعليم يعني تحسين حياة المتعلمين والمجتمع مستقبلاً.

الخطوة الأولى
رأى عميد كلية التربية في جامعة تشرين الدكتور منذر بوبو  في حديثه لـ”تشرين” أن الورشة مهمة جداً، على الرغم من أن هناك من يقول: ليس لدينا البيئة المادية والاقتصادية، وهناك عقبات ومشكلات تقف أمام تحويل التعليم، لكننا بحاجة ماسة للبدء والسير في العمل، ونخطو الخطوة الأولى، لأننا في حال بقائنا في حالة الانتظار لتوفر البيئة الاقتصادية والمادية سنتخلف عن اللحاق بركب الآخرين، وخاصة مع حديث الأمم المتحدة عن التحول الرقمي، وهو حديث الساعة، وعلينا مجاراة الدول، ووضع اللبنة الأولى في هذا المجال، والبدء بالتفكير وتحريض الأفكار، لكي نحصل على أفكار جديدة مهمة تفيد عملنا، وخاصة في ظل التوجه الحكومي نحو بناء حكومة إلكترونية.

عميد كلية التربية في جامعة تشرين: بحاجة ماسة لتنفيذ الخطوة الأولى

أضاف الدكتور بوبو: الرقمنة هي أساس هذا العمل، وحين تكون لديك بيانات تستطيع أن تعمل ما تريد، وتنتج وتحلل أي عملية تقوم بها، ولا بد من المباشرة في الخطوات الأولى، والورشة وقتها مناسب لنخطو الخطوة الأولى، وقد نواجه عقبات عديدة بين الرغبة في الحفاظ على الواقع، وبين من يريد التطوير، فلمن تكون الغلبة في النهاية؟ نأمل أن تكون للراغبين في التطوير.

تعليم المستقبل
بدورها عميد كلية التربية في جامعة دمشق الدكتورة زينب زيود ركزت في حديثها لتشرين على أهمية التحويل في التعليم من منطلق الحاجة في هذه الظروف التي نعيشها، إلى المعرفة والثورة الرقمية، ولا بد من السير نحو تعليم المستقبل، وتالياً ترك بعض العناصر التعليمية التي تعيق ذلك، والعملية ليست سهلة، فهي ليست بمقرر نريد تغييره، بل هناك أساليب تقويم وإعداد مدرسين وآلية لإعطاء الدرس والتقويم والبيئة المدرسية تتطلب إعادة النظر فيها.

عميد كلية التربية في جامعة دمشق: لا بدّ من السير نحو تعليم المستقبل

وبشكل عام الخطوة مهمة للانتقال من الرؤية إلى مرحلة العمل والتنفيذ، وسنساعد في اختيار البحوث في هذا الموضوع، مراعين الأنظمة والقوانين، والتي بحاجة إلى مزيد من المرونة فيها أكثر، لتقبل ظهور اختصاصات جديدة، وخاصة مع عدم تمكن العديد من خريجينا من إيجاد فرص العمل المناسبة لهم، في ضوء النموذج السائد والمنتشر بين الناس، أنه يجب أن يكون هناك وظيفة جاهزة، مع أنه يفترض برأيي أن يكون لدى الأشخاص أعمالهم الخاصة ومشاريعهم الخاصة، وهو ما نسعى إليه في التحويل بالتعليم، من خلال قدرة الطالب على الإبداع والابتكار لمشروعه الخاص.
أما ما يتعلق بالمناهج ومدى ارتباطها بسوق العمل، فتراها د.زيود  قريبة من المجتمع، ولكي تكون المقررات مناسبة بشكل أكبر لسوق العمل، يجب أن يكون هناك مرونة بمشاركة الطالب، أي أعطيه عناوين عامة تهمني، وأطلب منه أن يحصل على المضمون الموثوق، وبهذه الحالة يكتسب مهارات كثيرة تكون مواكبة لسوق العمل، وتالياً مشاركته في محتوى القرار، في ضوء أنه الأقرب للمجتمع، وعندها سنكتشف قدراته الفعلية في الميدان العملي.

استثمار وتصنيع
بين مدير التعليم المهني والتقني في وزارة التربية المهندس فهمي الأكحل أهمية التعليم المهني في مجال تحويل التعليم، انطلاقاً من كونه الإناء الذي سيتم التطبيق من خلاله على مستويين، الأول منهما استثمار التكنولوجيا، والثاني تصنيع التكنولوجيا.

عميد كلية التربية في جامعة دمشق: لا بدّ من السير نحو تعليم المستقبل

يتابع المهندس الأكحل: استثمار التكنولوجيا يمكن أن يكون من خلال برامج تدريب للطلبة، وهو ما يتطلب أن تكون لديهم مهارات واسعة وكفاءات عالية، ويمكن إدخال الطلبة الموجودين حالياً ضمن شريحة التعليم المهني  في مجال الاستثمار التكنولوجي، أما تصنيع التكنولوجيا فهنا تظهر أهمية الحديث عن المسارات التي تحدث عنها أحد الزملاء، وهذه المسارات يجب أن تشمل مساراً هندسياً يحاكي قدرات عالية، ويتم من خلاله تدريس مواد العلوم الأساسية الرياضيات والفيزياء بمستوى عالٍ، يمكن الطلاب من العبور إلى كليات الهندسة والهندسة التطبيقية والهندسة التقنية، ومن خلالها يتم تصنيع التكنولوجيا، وتالياً نحن بحاجة لموضوع المسارات في أكثر من أي وقت مضى للوصول إلى موضوع تحويل في التعليم، ولا سيما في مجال التعليم المهني، حيث يجب فصل التدريب المهني عن التعليم المهني من خلال مسارين مختلفين، مسار يحاكي استثمار التكنولوجيا، ومسار آخر يحاكي تصنيع التكنولوجيا.