الامتحانات النصفية للأهل أم للطلاب؟.. قلق وتوتر وترقب للأسر في أيام الامتحانات
تشرين- دينا عبد:
تشكل الامتحانات مصدر قلق كبير للطلبة وأسرهم على حدّ سواء؛ ففي هذه الأيام من كل عام يعيش الأهل مع أبنائهم حالة طوارئ، ويبدأ ناقوس الخطر النفسي يتعالى صوته يوماً بعد آخر، وصولاً إلى يوم الامتحان، فالعد التنازلي بدأ ولم يبقَ وقت إلّا لمراجعة الدروس، والتركيز على المعلومات المهمة، التي يمكن أن تكون أسئلة على ورقة الامتحان.
«تشرين» رصدت حالة الأمهات في أوقات تحضير أبنائهم ودراستهم، فمعظمهم عبر عن استياءه من عدم توفر الكهرباء، وانقطاعها لفترة تزيد على العشر ساعات، إضافة لتوقيت الامتحان مع هذا الجو البارد.
من وجهة نظر سلمى الأم لثلاثة أبناء أكبرهم في الصف الثالث الاعدادي، أن الامتحان للأهل وليس للطلاب، لأنهم يعيشون حالة نفسية من القلق والتوتر والترقب، رغبة منهم في أن يزيد الابن من تركيزه للدروس، وتبقى راسخة في ذاكرته لتحصيل أفضل النتائج.
حالة من الطوارئ
أما رويدا التي انقطعت عن الذهاب إلى العمل منذ بداية الشهر تقول: حالة من الطوارئ أعيشها، فابني في الثالث الثانوي العلمي، وابنتي في الصف التاسع، وجميعهم يخضعون للدروس الخصوصية المكثفة، من أجل التحضير للامتحان، والحصول على أعلى الدرجات.
وتشرح: صحيح أن لا علاقة لهذا الفصل بنهاية العام، ولكن يبقى الامتحان النصفي سبراً يبين قدرة الطالب على حفظ معلوماته.
تؤثر سلباً أو إيجاباً
المرشدة التربوية والنفسية صبا حميشة ترى أنه من المهم جداً للأسرة أن تعرف أن الحالة النفسية للأبناء تؤثر سلباً أو إيجاباً في درجة استعدادهم واستيعابهم للامتحان؛ ففي هذه الفترة يكون الطلاب قد انقطعوا عن الذهاب للمدرسة، وبالتالي تتحمل الأسرة العبء الأكبر لتهيئة البيئة والظروف والأجواء المناسبة لدراستهم
و يجب على الأم ألّا تظهر حالتها النفسية القلقة أمام ابنها؛ بل ينبغي عليها أن تظهر له ثقتها الكبيرة به، وأنها تعلم بأنه سيحصل على الدرجات الكاملة، من دون رهبة أو خوف مع وجود حالة من التنافس بين الطلاب.
مستوى الذكاء
إضافة لذلك (والكلام لحميشة) على الأسرة أن تتفهم نفسية أبنائها وقدراتهم جيداً؛ وهذه مشكلة خطيرة في فترة الامتحانات.. حيث إن كثيراً من الأمهات لا تعلم أن لديها ابناً يناسبه عدد معين من الساعات، ربما أكثر أو أقل من الابن الآخر، وهذا يتوقف على الحالة النفسية له، وأيضاً الفروقات الفردية في مستوى الذكاء تلعب دوراً كبيراً؛ فإذا تفهمت الأسرة حالة كل ابن، أصبح من السهل مساعدته على تجاوز فترة الامتحانات بصورة جيدة.
ومن الضروري بمكان الحرص على التغذية السليمة، لأن ذلك يساعد على التركيز والمذاكرة والحفظ، إضافة إلى المحافظة على النوم الكافي، من أجل المحافظة على نشاط الجسم، إضافة إلى الاستمتاع بممارسة الأنشطة أثناء الاستراحة.