قيد قطع!
في ظل استمرار موجات الصقيع والبرد وغياب الغاز والمازوت, تستمر خسائرنا من غاباتنا وأشجارنا, وتستمر طبيعتنا رهن حرق وقطع , وبعد أن كانت في الأمس القريب ملعباً للإر*ها*بيين يعيثون فيها فساداً وتدميراً, صارت اليوم حكاية لكل مستغل وتاجر حطب!
اليوم قد تدهمنا العديد من الأسئلة لتقول: ما هو الأفضل؛ تدفئة الأطفال أم قطع أعناق الأشجار؟ تلك الأسئلة تزداد حدّةً كل عام مع تزايد أزمة الوقود وصعوبة الحصول عليه, ولسان حال أي مواطن: ما هي البدائل، وكيف نتمكن من التغلب على قسوة الشتاء؟
أزمات الوطن والمواطن مستمرة, والفقير ليس بيده حيلة، والتاجر غايته تسخير الأزمات لمصلحته وجيوبه, وبين كل ما يحدث نسأل: هل ستبقى لدينا أشجار, أم سنقول ذات يوم كانوا وكنا, ونقف على الأطلال نتذكر الأخضر الغائب في بلادنا؟
على مدار العام نحن على موعد دائم مع الحرائق والاعتداءات, ونزع الروح والحياة من الأشجار وتحويلها إلى حطب, قد نبرر على مضض للفقير لأنه لا يملك وسيلة ثانية للتدفئة, ولكن ماذا عن المستغلين والمتاجرين الذين اتخذوا من قهر الطبيعة شعاراً لهم في ظل غياب الرادع والعقوبات!
نحن وغاباتنا أمام نارين؛ فقير لا يملك سوى الحطب للحصول على القليل من الدفء, وتاجر يسرح ويمرح للحصول على الربح, وهنا لا نتحدث عن بضعة أغصان وإنما عن مساحات واسعة يصدر بحقها حكم الإعدام, في ظل عجز من الجهات المعنية, وخسائر بيئية لا تقدر بثمن ولا تعوض على مدار سنوات طويلة.
نعلم أن كل فقير ومحتاج سيقول ما البديل؟ ولكن كما فقراء الوطن ضحية الحاجة، كذلك غاباتنا ضحية كل مستغل لا يرحم, وهذا يدعو إلى إيلاء ملف الغابات اهتماماً أكبر وربما المبادرة إلى تنظيم ومراقبة مهنة التحطيب قبل فوات الأوان!