معاناة الفلاحين
أمران يثيران الدهشة والاستغراب في الوقت ذاته، في التعامل مع مجهود الفلاحين الساعين لدعم الإنتاج الزراعي، من خلال تمسكهم في الأرض، وحرصهم على الزراعة تحت مختلف الظروف، ففرحتهم في إنتاج الذرة الصفراء التي تجاوزت 500 ألف طن، لم يقابلها المأمول في توفير مستلزمات الإنتاج من أسمدة وغيرها، بعد عدة سنوات من شبه التوقف لزراعة هذا المحصول العلفي المهم، بالرغم من التشجيع لزراعته بتحديد سعر مقبول لشرائه من قبل مؤسسة الأعلاف ليصل إلى 2 مليون للطن الواحد، وهو ما دفعهم للحماسة في الزراعة، رغم الأعباء الكبيرة التي يتكبدونها في عملية الزراعة، لكن المعاناة استمرت أيضاً بعد الإنتاج، كون المجففات التي يفترض أن تستقبل المحصول لم تكن مصانة لتجفيفه، ومع ذلك استخدموا ما اعتادوا عليه في الماضي أسطح المنازل، وكل ما هو متاح لتجففها أشعة الشمس الطبيعية، ويشكر كل فلاح قام بالزراعة وتعب في هذا الاتجاه، لتأتي المفاجأة التي لم يكن يتوقعها أحد، بالرغم من التوجيهات التي قيل عنها بدعم القطاع الزراعي، فكانت الصدمة الكبيرة برفع أسعار الأسمدة إلى 3 ملايين ليرة لسماد اليوريا، ومليونين و 500 ألف لسوبر فوسفات، علماً أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الرفع خلال الأشهر الأخيرة، والمؤسف أنها تتزامن مع بداية المواسم الزراعية ولا سيما القمح.
إن شريحة الفلاحين أكثر فئة بحاجة للدعم، وهم الأساس في أمننا الغذائي الذي يقوي عزيمتنا في الصمود والتصدي لمختلف قوى البغي والعدوان، التي حاولت النيل من صمودنا، فلنحرص جميعاً على تأمين مستلزمات قوته وصموده، ونوفر له نجاحه وتمسكه في الأرض، وكفانا استيراداً يستنزف الخزينة العامة.
وأرجو ألا نعدم الوسيلة لذلك، فلدينا المناجم الضخمة من الفوسفات، وكذلك معمل للسماد، وهناك طروحات للبحث عن بدائل الأسمدة، بالتوجه للزراعة العضوية، التي يتم فيها استخدام الأسمدة البديلة مثل (الفيرمي كومبوست) ولنشجع القائمين على ذلك من خلال ضوابط محددة في هذا الاتجاه.